يكون قصد بـ"كتاب الله" الإنجيل ولعله قصد التوراة والإنجيل معًا. وجاءت جملة: "آيات الله" في شعر "تميم بن أُبي بن مقبل العامري"1. أما زهير، فقد استعمل لفظة "كتاب" أيضًا في معنى الشيء الذي يكتب ويدوّن عليه ليحفظ لوقت الحساب2.

وتؤدي لفظة "كتاب" معنى رسالة. فقد كانوا يطلقون على الرسالة لفظة "كتاب"، والجمع "كتب". ومن ذلك ما ورد في خبر "كتب رسول الله إلى الملوك"3 و"خبر كتاب مسيلمة إلى رسول الله والجواب عنه"4.

ولفظة "دفتر"، في معنى جماعة الصحف المضمومة، وهي الكراريس5. وفي قول عمرة: "ولو انطبق عليكم الدفتر"، يعني ولو أن تكتبوا آخر الناس6. ولا أظن أن اللفظة قد دخلت العربية في أيام عمر، بل لا بد وأن تكون من الألفاظ المستعملة في الجاهلية. وذكر أن الدفتر جريدة الحساب والكراسة7.

والكراسة الجزء من الصحيفة والكتاب. يقال: "هذا الكتاب عدة كراريس"، و"كرّاس أسفار"8. وترد اللفظة في لغة بني إرم، بمعنى "كتيب" وجزء من كتاب يحتوي في الغالب ثماني ورقات9.

وكانوا يسجلون عقودهم وأخبارهم في كتب، أي: صحف، من ذلك ما ورد في قصة النعمان مع "الحارث بن ظالم"، فقد ورد أنه كتب إليه كتابًا وكان يومئذ بمكة يؤمنه إن عاد إليه، فلما جاء إلى "النعمان"، وقال له: أنعم صباحًا أبيت اللعن، انتهره الملك بقوله: لا أنعم الله صباحك. فقال الحارث: هذا كتابك! قال النعمان: كتابي والله ما أنكره أنا كتبته10. وكان "عبد الرحمن بن عوف"، قد كاتب "أمية بن خلف" في أن يحفظه في صاغيته بمكة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015