"كلمة سريانية الأصل"1. وهو رأي يمثل وجهة نظر طائفة من الباحثين ترجع أصول أكثر المصطلحات الحضارية والثقافية الواردة في العربية إلى أصل سرياني. وفيه تسرع وبعد عن العلم.

والسطر، الصف من الشيء. والتسطير، كتابة بسطور، أي: الخط والكتابة2. وقد كان معظم الجاهليين يجعلون كتابتهم سطورًا سطرًا فوق سطر، ليكون من الممكن تتبع الكتابة إلا بعض الكتابات الصفوية والثمودية واللحيانية التي اتخذت أشكالًا مختلفة، تارة على هيئة هلال، وتارة أخرى على شكل دائرة، وحينًا على شكل غير منسق ولا منظم، إذ كان أصحابها رعاة في الغالب متنقلين، فلم تكن كتابتهم متقنة، كما أنهم لم يكونوا يملكون ورقًا وقرطاسًا، فكتبوا على أية حجارة وجدوها، فاختلف شكل الخط لذلك.

والتسطير التخطيط. أي: تدوين السطور وتخطيطها على شكل خطوط. ومن المجاز خططت عليه ذنوبه، أي: سطرت3. ووردت لفظة "اسطرن "الأسطر" بمعنى الوثيقة والسطور في كتابات المسند4.

ونجد في شعر للشاعر "الشماخ"، وصفًا للخط، كتبه حبر بتيماء من أسطر، عرض فيها وأثبج. إذ يقول:

أتعرف رسمًا دارسًا قد تغيرا ... بذروة أقوى بعد ليلى وأقفرا

كما خط عبرانية بيمينه ... بتيماء حبر ثم عرض أسطرا

"والتعريض أن يثبج الكاتب ولا يبين الحروف ولا يقوم الخط"5.

وترد لفظة" "النقش" بمعنى الكتابة والتدوين والتخطيط. ورد: رجّع النقش، والوشم، والكتابة: ردد خطوطها، وترجيعها أن يعاد عليها السواد مرة بعد أخرى. ومنه رجع الواشمة. قال لبيد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015