ومعه ألواحه، يكتب فيها ما يمليه عليه1. وعرف اللوح بـ"السبورجه"، وهي لفظة فارسية الأصل2.
وقد ورد في حديث زيد بن ثابت عن جمع القرآن أنه جمعه من الرقاع واللِّخاف والعُسُب. وقصد باللخاف حجارة بيضًا رقاقًا، واحدها لخفة3.
كان يكتب عليها أهل مكة.
والحجارة هي المورد الرئيسي الذي استخرجنا منه علمنا بتأريخ العرب الجنوبيين وبتأريخ أعالي الحجاز وأماكن أخرى من جزيرة العرب, ويضاف إلى ذلك الصخور الصغيرة والحصى الكبيرة، فقد نقش عليها الجاهليون أوامرهم وأحكامهم وخواطرهم ورسائلهم وذكرى نزولهم في مكان، فالفضل يعود إلى هذه الكتابات في حصولنا على أخبار الجاهليين المذكورين.
وقد كتبوا على الخزف، وبقي الناس يكتبون على الحجارة والخزف إلى الإسلام. فقد كان "أبو الطيب" اللغوي، وهو "عبد الواحد بن علي"، يعلق عن "أبي العباس" ثعلب على خزف، ثم يجلس فيحفظ ما دوّنه عليه4.
ويقال لما يكتب في الحجارة وينقش عليها "الوحي". والوحي الكتابة والخط. وبهذا المعنى ورد في شعر شعراء جاهليين وإسلاميين، مثل شعر "لبيد"، حيث قال:
فمدافع الريّان عُرّي رسمها ... خلقًا كما ضمن الوحي سلامها5
وشعر "زهير" حيث يقول:
لمن الديار غشيتها بالفدفد ... كالوحي في حجر المسيل المخلد6