في جبهة الجدار لتكسبه منظرًا جميلًا حسنًا، توضع وراءها الحجارة الأخرى المقطوعة؛ وذلك لأن صقل جميع الحجارة التي تدخل في البناء يستنفد وقتًا كبيرًا كما يكلف ثمنًا باهظاً. ويضع المعمار الحجارة بالطبع وضعًا متناسبًا بحيث لا تكون مرتفعة أو منخفضة وتملأ الفرج ومواضع اتصال الحجارة بمواد البناء التي تلزمه وتمسكه بين الحجارة1.

وقد توضع الحجارة لـ"جرب" على شكل طبقة واحدة في الجدار أو على هيئة طبقات وصفوف للزينة. ونجد هذه الطريقة في أبنية الحبشة كذلك2.

ومن هذا الأصل جاءت لفظة "جربة" و "جروب" بمعنى المدرجات التي يضعها الفلاحون على الجبل، وذلك لزرعها بأنواع المزروعات، ولا سيما الكروم3. وكذلك الأسوار التي تحيط بالبساتين.

وهناك من يرى أن "منهمتم" من "منهمت" "منهمة" تعني على العكس الحجارة المقلوعة غير المصقولة. و"حجر منهوم" بمعنى مقطوع غير مصقول4.

وهناك لفظة أخرى تطلق على الحجارة المنحوتة المهندسة باليد هي "تقرم" من أصل "تقر"5. وهناك نوع آخر من الحجر يقال له: "بلق"6. وقد ذكر علماء اللغة أن "البلق" الرخام وحجارة باليمن تضيء ما وراءها كالزجاج7.

ويعبر عن قطع الحجارة من الصخر وعن صقلها لجعلها صالحة للبناء، بلفظة "اثع" في اللحيانية8. وأرض اللحيانيين أرض صلدة صخرية، لذلك استخرج اللحيانيون حجر أبنيتهم منها فبنوا بها بيوتهم، كما نحتوا الصخور وجعلوها على هيئة كهوف لكي تكون ملاجئ لهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015