البناء. وسميت منازل الجنة "غرفاً"1.
ويعبر عن العمل الفني المتقن بلفظة "نكل"، ومن هذا الأصل لفظة "نكلو" و"نكلتو" في الأشورية2.
وقد كان أصحاب الأبنية يذكرون المواد التي استخدموها في الأبنية بكل تفصيل لا يكتفون بذكر أسماء المواد فحسب، بل يذكرون حتى صفاتها. فإذا كان الحجر غير مهندس ولا مصقول ذكروه، وإذا كان مصقولًا ومهندسًا ومقطوعًا عبروا عن ذلك بلفظة "تقرم"3.
ويقال للحجارة الحادة أو الملساء "زلت"، وهي تقابل لفظة "زِلّة" في لهجتنا4 وهي بمعنى أرض ذات حجارة ملساء أو حادة في اللهجتين المعينية والسبئية كذلك، وتعني لفظة "صلال" ألواحًا من الحجر في اللهجة الحضرمية. وأما الجمع فهو "ازلت"5.
وتؤدي لفظة "زلت" معنى سيلان الزفت أو القار على أرض ما كأرض غرفة مثلًا أو أرض شارع أو حمّام لتبليط الأرض بهذه المواد. وذلك كما يفهم من هذه الجملة: "زلت أوسطهس" أي: "وزفت أو وقير الأواسط"، ويراد بالأواسط وسط الأشياء أو الشيء6.
ويقال للحجارة المكسرة الناتجة عن تكسير الأحجار الأخرى أو عن القلع "جربم" "جرب". ويراد بها الحجارة المقطوعة أيضًا. وتوضع هذه الحجارة في أماكنها على نحو ما قلعت من المقلع، فلا تصقل، ولا تمسها آلات الصقل. أما الحجارة المقلوعة التي تصقلها الأيدي وتنقحها، فتعرف بـ"منهمتم" "منهمة". وتبنى هذه الحجارة مع الحجارة الأخرى، وتوضع بينها مواد البناء التي تلزم تلك الحجارة. والعادة هي أن توضع الحجارة المصقولة المعمولة المهندسة