إلا يسيرًا على حصاة يلقونها في إناء ثم يصب فيه من الماء قدر ما يغمر الحصاة فيعطاها كل رجل منهم. وقيل: هو "القعب" الصغير يحمله الراكب معه، يعلقه على رحله, وقيل: الغمر: أصغر الأقداح. قال أعشى باهلة يرثي أخاه المنتشر بن وهب الباهلي:
تكفيه حزة فلذان ألم بها ... من الشواء ويروي شربه الغمر
والغمر يأخذ كيلجتين أو ثلاثًا، والقعب أعظم منه، وهو يروي الرجل1. و"الكيلجة" مكيال3.
و"الكر" من المكاييل المستعملة عند العبرانيين, وذكر علماء اللغة أن الكُرَّ مكيال لأهل العراق, وقد أشير إليه في كتب الحديث والفقه. ويظهر أنه مكيال للمائعات؛ ورد: إذا كان الماء قدر كرّ لم يحمل القذر, ومكيال للجوامد أيضا. وهو ستة أوقار حمار، وهو عند أهل العراق ستون قفيزًا, والقفيز ثمانية "مكاكيك", والمكوك صاع ونصف، وهو ثلاث كيلجات. وذكر الأزهري أنه اثنا عشر وسقًا، كل وسق ستون صاعًا أو أربعون إردبًّا بحساب أهل مصر4.
واستعمل الجاهليون "الزق", وحدة عامة لوزن المائعات. فورد: "زق خمر" مثلا, ويستعمل خاصة في الخمور5.
وقد عثر على عدد من قطع الأوزان المصنوعة من الحديد وبعضها من برنز، وقد استعملت في وزن الأشياء, وقد تأثر بعضها بالعوارض ولعبت الأيدي ببعض آخر. ونأسف على عدم وقوفنا وقوفًا تامًّا على أسماء الأوزان ومقدار ثقلها؛ لعدم وصول عدد كافٍ منها إلينا عليه كتابة تشير إلى اسمه ومقدار وزنه، ولعل الأيام تجود علينا منها بما يحقق لنا هذه المعرفة.
أما "الصُّبرة": فما جمع من الطعام بلا كيل ولا وزن بعضه فوق بعض,