أهل الحجاز, وأربعمائة رطل وثمانون رطلًا عند أهل العراق على اختلافهم في مقدار الصاع والمد. والأصل في الوسق الحمل, وقيل: الوسق: العِدْل، وقيل: العدلان، وقيل: هو الحمل عامة1.
واستعملوا الحمل كيلًا، وقد رأينا أن بعضهم عرَّف الوسق بأنه عدل أو عدلان، وهو مقدار ما يحمله الحيوان. وبهذا المعنى وردت لفظة "الوقر" وتطلق على حمل البغل أو الحمار أو البعير2، فهو شيء تقديري غير مضبوط تمامًا. وقد ورد في القرآن الكريم: {كَيْلَ بَعِيرٍ} 3؛ وذلك تعبيرًا عن حمل بعير، وهو مقدار ما يحمل, كما ورد فيه: {حِمْلُ بَعِيرٍ} في المعنى نفسه4.
ولا يزال العرف جاريًا بين أهل القرى والبادية في البيع "حمولًا"، جمع: "حمل"، وهو حمل "بعير" أو حمار أو غير ذلك من الدواب التي تنقل الشيء الذي يراد بيعه مثل الملح أو "العوسج" أو "العاقول" أو "حطب البادية" أو الزرع إلى الأسواق، فتباع حملا لا وزنا، ويشتريه المشترون على هذه الصفة.
وذكر علماء اللغة، أن الكر مكيال لأهل العراق، وقد أشير إليه في كتب الحديث, وذكر أنه ستة أوقار حمار، وهو عند أهل العراق ستون قفيزًا. والقفيز ثمانية مكاكيك, والمكوك صاع ونصف, وهو ثلاث كيلجات. وذكر "الأزهري" أنه اثنا عشر وسقًا، كل وسق ستون صاعًا أو أربعون إردبًّا بحساب أهل مصر5. وهو "كور" في لغة بني "إرم"، ويعادل عند أهل بابل وقر ستة حمير6.
وذكر علماء اللغة أن "المكوك" طاس يشرب به, أعلاه ضيق ووسطه واسع، والصاع كهيئة المكوك, وكان للعباس مثله في الجاهلية يشرب به. وقد ورد في الحديث أن الرسول كان يتوضأ بمكوك. ويسع صاعًا ونصفًا، أو نصف رطل