إذا ملأهما ومد يده بهما، وبه سمي مُدًّا1. وقيل: هو ربع الصاع؛ لأن الصاع أربعة أمداد. وقد اختلف في مقدار المد في الإسلام، وقد ورثوا ذلك من الجاهلية، فقد اختلفوا في مقداره أيضا باختلاف مواضعهم2.
والصاع من المكاييل التي كان يستعملها أهل الحجاز عند ظهور الإسلام, وقد عرف خاصة عند أهل المدينة, ويأخذ أربعة أمداد, وهو يأخذ من الحبّ قدر ثلثي الصاع في بعض الأماكن, وكان لأهل المدينة صيعان مختلفة. وورد صاع المدينة أصغر الصيعان, كما ورد في كتب الحديث والفقه، صاع النبي وصاع عمر3, وقد كالوا به التمر والحبوب4. وقد اختلف العلماء في مقداره في الإسلام, ومرد ذلك إلى الجاهلية الذين كانوا يختلفون في تقدير الصاع. وذكر المفسرون أن "صواع الملك"، أو "صاع الملك" حسب قراءة "أبي هريرة" كناية عن الصاع الذي يكال به الطعام, وذكر أنه الإناء الذي يكال به الطعام، وإناء يشرب فيه، وكان يشرب منه الملك، وهو من فضة. وكان للعباس في الجاهلية واحد، وهو المكوك الفارسي الذي يلتقي طرفاه، كانت تشرب فيه الأعاجم5.
والقفيز من المكاييل القديمة المستعملة لتقدير كميات الأشياء الجامدة، ويتسع لنحو عشرة "جالونات"، وأصله من المكاييل البابلية. وقد ذكره المؤرخ "أكسينيفون"6، وهو عند العرب أصغر من القاب ""Cub7.
والوسق من المكاييل التي كان يستعملها العرب قبل الإسلام كذلك. قيل: هو ستون صاعًا, وقيل: هو حمل بعير, وقيل: الوسق مائة وستون منًّا, وقال الزجاج: خمسة أوسق هي خمسة عشر قفيزًا, وكل وسق بالملجم هو ثلاثة أقفزة. وقيل: إن الوسق ستون صاعًا, وهو ثلاثمائة رطل وعشرون رطلًا عند