وقد ذكر علماء اللغة أنه كيل أو ميزان وهو رطلان1.

والقنطار وزن أربعين أوقية من ذهب، وقيل: ألف ومائتا دينار، وقيل: ألف ومائتا أوقية، وقيل: سبعون ألف دينار، وقيل: ثمانون ألف درهم، وقيل: مائة رطل من ذهب أو فضة. وزعم بعض علماء اللغة أنه سرياني، وزعم آخرون أنه عربي2. ويظهر أنه لاتيني الأصل, وأنه من أصل "Centenarium Pondus" أي: وزن يساوي مائة ضعف وزن آخر3. وقد اختلف العلماء في القنطار، وقد ذكر العلماء آراءهم فيه, ويظهر أنهم كانوا قد اختلفوا فيه في الجاهلية كذلك، وسبب ذلك على ما يظهر أنهم استعملوه وزنا، أي معيارا، واستعملوه ثمنا، أي بمقدار ما يعادله بالذهب والفضة، وبالنقد، ثم بالمقايضة، مثل قولهم: إنه ملء ثور ذهبًا أو فضة4.

وقد ذكر في الآية: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} 5, وفي الآية: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} 6, وورد: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} 7. وفي الإشارة إلى القنطار في القرآن الكريم دلالة على استعماله في الحجاز, وربما في أماكن أخرى من جزيرة العرب كذلك.

والقناطير جمع قنطار, ومعنى القناطير المقنطرة: المال الكثير من الذهب والفضة، والمال الكثير بعضه على بعض. ويظهر من اختلاف المفسرين وسائر العلماء في مقدار القنطار أن العرب لا تحد القنطار بمقدار معلوم من الوزن, ولكنها تقول: هو قدر ووزن؛ لأن ذلك لو كان محدودًا قدره عندهم, لم يكن بين متقدمي أهل التأويل فيه كل هذا الاختلاف8.

والمُدّ مكيال، وهو رطلان أو رطل وثلث أو ملء كفي الإنسان المعتدل،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015