فيها برك1، ثم إلى "الخزيمية"، وهي مدينة سميت "خزيمة"؛ لأن خزيمة صير فيها سواني، وكانت تسمى "زرود"2، ثم إلى "الأجفر"3، ثم إلى "فيد"، وهي نصف الطريق، وبها منزل العامل في الإسلام, وبها أسواق وقناة وزروع، وبرك وآبار وعيون جارية, وقد عظم شأنها في الإسلام. ذكر أن بها حصنًا عليه باب حديد وعليها سور دائر، وكان الحجاج يودعون فيها فواضل أزوادهم إلى حين رجوعهم وما ثقل من أمتعتهم، وهي قرب "أجأ" و"سلمى" جبلي طيء. وقد ذكرت في شعر "زهير بن أبي سلمى"، إذ قال:

ثم استمروا وقالوا: إن مشربكم ... ماء بشرقيّ سلمى فيد أو ركك4

وتقع في فلاة الأرض بين أسد وطيء، أقطعها الرسول إلى "زيد الخيل"5.

ثم إلى "توز"، فيها برك وآبار وحصن بناه "أبو دلف"6, ثم إلى "سميراء"7، ثم الحاجز8، فمعدن القرشي، وهو "معدن النقرة"9, وعنده تفترق الطريق؛ فمن أراد مكة نزل "المغيثة"، ومن أراد "المدينة" أخذ نحو العسيلة فهبطها. وهو منزل حاج العراق بين "أضاخ" و"ماوان", وفيه بركة وثلاثة آبار: بئر تعرف بالمهدي، وبئران تعرفان بالرشيد, وآبار صغار للأعراب تنزح عند كثرة الناس, وماؤها عذب10.

فمن أخذ على المدينة، فمن المعدن إلى العسيلة، ثم إلى بطن نخل، ثم إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015