الطرق، ثم إلى المدينة1, وهي "يثرب". وذكر بعض أهل الأخبار أن "مرزبان البادية" كان قد عيَّن على المدينة في الجاهلية عاملًا يجبي خراجها، وكانت قريظة والنضير ملوكًا ملكوها على المدينة, على الأوس والخزرج. وفي ذلك يقول شاعر الأنصار:

تؤدي الخرج بعد خراج كسرى ... وخرج من قريظة والنضير2

ومن المدينة إلى "السيالة"، ومنها إلى "الروحاء"، ثم إلى "الرويثة"، ومنها إلى "العرج"، ثم إلى "السقيا"، ثم إلى "الأبواء"، ثم "الجحفة"، ثم إلى "قديد"، ثم إلى "عسفان"، ثم إلى "مر الظهران"، ثم إلى مكة3.

ومن أراد "مكة" قصد "مغيثة الماوان"4، ومن "مغيثة" إلى "الربذة", وماؤها كثير, وإليها هاجر "أبو ذر" الغفاري، وبها مدفنه. وقد خربت سنة "319" للهجرة بالقرامطة5. ومن الربذة إلى معدن بني سليم، ومن معدن بني سليم إلى العمق، ومنه إلى "أُفاعية"6 "الأفيعية" إلى "المسلح"، ثم إلى "الغمرة"، ومنه يعدل إلى اليمن، ومن الغمرة إلى "ذات عرق"، ومنه يقع الإحرام7، ثم إلى "أوطاس"، ثم إلى بستان بني عامر "بستان ابن عامر"، ثم غمر ذي كندة، ثم مشاش، ثم مكة8.

ويلاحظ أن هذا الطريق هو من أقصر الطرق المؤدية من "الحيرة" إلى "المدينة"، وهو يمر بجبلي "طيء"، أي: "جبل شمر" في الوقت الحاضر. ويمر على "حائل" بجبلي طيء، وهو مدينة في الوقت الحاضر ورد ذكرها في شعر "امرئ القيس", إذ يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015