إذن تحمل متاعًا ثمينًا، كالذهب والجوهر. وذكر أن العسجدية: الإبل تحمل الذهب، وهي ركاب الملوك التي تحمل الدق الكثير الثمن، والسوق يكون فيها العسجد وهو الذهب، وركاب الملوك، وهي إبل كانت تزين للنعمان بن المنذر1.
و"السابلة" "الواطئة"، وهم المارة. سموا بذلك لوطئهم الطريق2, وهم الذين يسلكون الطرق. والسابلة من الطرق: المسبولة، المسلوكة، وابن السبيل هو ابن الطريق، والذي قطع عليه الطريق، والمنقطع3.
ويسمى كل طريق يكثر الاختلاف عليه محجة، ويسمى الطريق المدروس "الأيتار المليكي"، ويسمى الطريق الضيق الحبل شركًا، وحبال الطريق: أيتاره. وطريق جادة، أي: مجدودة بالوطء، وقارعة الطريق في معنى مقروعة، والريع: الطريق4.
وكلما كانت الأموال ثمينة وكثيرة، كانت القافلة كبيرة, يحرسها عدد كبير من الحراس؛ لحمايتها من لصوص الطرق وقطاع السبل الذين كانوا يعيشون على السلب والنهب. ونقل التجارة بالقوافل طريقة عالمية قديمة، أشير إليها في الكتابات وفي الكتب المقدسة.
ولم يكن من السهل على التجار في ذلك الزمن التوسع في تجارتهم والمجازفة بالمتاجرة مع أماكن أخرى بعيدة؛ فالتاجر محتاج إلى حماية حياته وأمواله، ولم تكن الحماية ممكنة إلا في ظل حكومة مدنية قوية، تحمي أبناءها وكل من يفد على أرضها وعلى الأرض الخاضعة لها من اعتداء المعتدين.
لهذا صار لزامًا على التجار الالتجاء إلى نظام القوافل، ولا سيما القوافل القوية الكبيرة معتمدة على حماية نفسها بنفسها أولًا، ثم على حماية الحكومة ثانيًا. وقد عمدت في الدرجة الأولى إلى استرضاء سادات القبائل؛ وذلك لتأمين حمايتهم في المناطق التي تمر بها القافلة ولبذل العون والمساعدة لها, بتقديم حق مرور للرؤساء وهدايا وعطايا مناسبة وعقد عقود ومواثيق، وإلا تعرضت أموال القافلة للأخطار.