ويذكر أهل الأخبار أن الذين يزعمون أن "عمرو بن حممة" هو الذي كان يقال له: "ذو الحلم"، وأنه هو أول من قرعت له العصا، إنما هم أهل اليمن، وذلك تعصبًا منهم إليه1. ويظهر من ذلك أن العصبية القبلية قد لعبت دورًا في هذه القصة: قصة أول من قرعت له العصا، فزعم القيسيون أن أول من قرعت له العصا، هو "عامر بن الظرب العدواني"، وزعم أهل اليمن، أنه "عمرو بن حممة".
وقد كان له قبر معروف، تزوره المارة، ذكر أن "الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد، أبو كلثوم بن الهدم" الذي نزل عليه النبي، و"عتيك بن قيس بن هيشة بن أمية بن معاوية"، و"حاطب بن قيس بن هيشة" الذي كانت بسببه حرب حاطب، مرّوا بقبره قادمين من الشأم، فعقروا رواحلهم على قبره. وقال كل واحد منهم شعرًا في رثائه2.
ونعرف حكمًا آخر من حكام "عدوان"، عرف بـ"ذي الأصبع العدواني" وهو "حرثان بن محرث"، أو "حرثان بن عمرو"، أو "حرثان بن الحارث"، أو "حرثان بن السموأل بن محرث بن شبابة"، إلى غير ذلك من أقوال3.
وقد عدّه أهل الأخبار من الشعراء المعمرين، وأعطاه "أبو حاتم السجستاني" عمرًا، جعله ثلاثمائة سنة بالتمام والكمال4.
وغيلان بن سلمة الثقفي، أحد حكام قيس في الجاهلية، وهو شريف شاعر. قالوا: إنه كانت له ثلاثة أيام: يوم يحكم بين الناس، ويوم ينشد فيه شعره، ويوم ينظر فيه إلى جماله، وجاء الإسلام وعنده عشر نسوة فخيره النبي فاختار أربعًا، وكان ممن أسلم. وذكر أنه وفد على كسرى، فكان بينه وبين غيلان كلام أعجبه، فأكرمه وقدمه وسهل تجارته وتجارة من كان معه، وكان فيهم