ومن حكّام قيس: "هَرِم بن قطبة بن سيّار بن عمرو". وهو العشراء بن جابر بن عقيل. وإليه تنافر "عامر بن الطفيل"، وعلقمة بن علاثة. وسنان بن أبي حارثة بن مرة1.
ويذكر أهل الأخبار أيضًا أن "ذرب بن حوط بن عبد الله بن أبي حارثة الطائي"، كان حاكمًا شهيرًا في الجاهلية، وقد حكم "عامر بن الظرب" في الخنثى. وذكروا أن الشاعر "أدهم بن أبي الزهراء" الطائي، وهو من الشعراء في الإسلام، ذكره في شعر له، حيث قال:
منّا الذي حكم الحكوم فوافقت ... في الجاهلية سنة الإسلام2
وقد أدخل "ذرب" واسمه "سويد بن مسعود بن جعفر بن عبد الله بن طريف بن حيي" الشاعر، في جملة من حكم في الجاهلية بحكم، فوافق حكمه السُّنة3.
ومن حكّام العرب المعروفين وأحد المعمرين "عمرو بن حممة بن رافع الدوسي" من الأزد. ذكروا أنه عمَّر طويلًا، وأنه ذو الحلم الذي ضرب به العرب المثل، وأنه هو الذي قرعت له العصا4. وذكر "ابن دريد" أنه وفد إلى النبي5.
ولم يذكر أحد غيره أنه وفد عليه. بل الذي عليه الآخرون أنه مات في الجاهلية بعد عمر طويل، إذ ذكروا أنه كان أحد المعمّرين، حتى أوصل بعضهم عمره إلى حوالي الأربعمائة سنة، فذكر أنه عاش ثلاثمائة وتسعين سنة6. وذكروا أنه عُرف بـ"ذي الحلم" وأنه هو الذي ضربت به العرب المثل في قرع العصا؛ لأنه بعد أن كبر صار يذهل فاتخذوا له من يوقظه فيقرع العصا، فيرجع إليه فهمه. وأنه هو الذي أشار إليه "الحارث بن وعلة" بقوله:
وزعمتم أن لا حُلوم لنا ... إن العصا قرعت لذي الحلم7