سمك يصطاد من بحر عُمان 1. وذكروا أن "الحوشى" الوحشيّ من الإبل وغيرها منسوب إلى بلاد الجن من وراء رمل "يبرين"، لا يمر بها أحد من الناس. وقيل: هم من بني الجن. وقيل: هي فحول جن، تزعم العرب أنها ضربت في نعم بني مهرة بن حيدان فنتجت النجائب المهرية من تلك الفحول الوحشية، فنسبت إليها، فهي لا يكاد يدركها التعب2.

ولتحمل الإبل الجوع والعطش ولصلاحها على المشي في البوادي صارت خير أليف للعرب. وقد اشتهر بعض منها؛ لاشتراكه في الغزو والحروب. وكانوا يسابقون بين الإبل. وسابق الرسول بين الإبل، وكانت ناقته القصواء سريعة الجري فسبقت مرارًا. وتعد لحوم الإبل من اللحوم الطيبة عند الجاهليين. أما اليهود، فكانوا يحرمون عليهم أكل لحومها. وذكر "النويري" أن من الناس من قال: "إن العرب إنما اكتسبت الأحقاد لأكلها لحوم الجمال ومداومتها"3، لاتهامهم الجمل بالحقد واللؤم، وبعدم نسيانه الإساءة.

والجمل من الحيوانات القانعة الصابرة. وهو الحيوان الوحيد الذي رضي بمرافقته الأعراب ومصادقتهم منذ آلاف السنين. ولولا هذا الجمل لما كان في استطاعة العرب اختراق جزيرتهم، والتنقل فيها من مكان إلى مكان. وبفضله اتصل عرب جزيرة العرب بعضهم ببعض وقامت المستوطنات في مواضع نائية منعزلة من بلاد العرب, وقهر العربي ظهر باديته. وتكونت فيها تجارة برية. وطرق برية طويلة يخترقها الجمل بغير كلل ولا ملل. صابرًا على العطش حتى يصل إلى مرحلة بعيدة فيها يكون فيها ماء, وفي استطاعة الجمل تحمل العطش مدة أربعة أو خمسة أيام في الصيف، ومدة خمسة وعشرين يومًا في الشتاء؛ لأنه يختزن الماء في جوفه ويعيش عليه. حتى صار هذا الماء المخزون في جوف البعير سندًا للأعراب وأملهم الوحيد في إنقاذ حياتهم عند اشتداد العطش بهم، وانقطاع الماء عنهم. ولما عبر خالد بن الوليد البادية لفتح بلاد الشأم اختزن الماء في أجواف الإبل، لقلة الماء في البادية، فلما اشتد العطش بجيشه، ذبح بعض الإبل وأسقى من الماء المخزون في أجوافها، وبفضله تمكن الجيش من الصمود أمام أهوال العطش ومن الوصول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015