والإبل على منازل ودرجات فيها: الجمل الأصيل المقدر, وفيها الجمل الحرود المبتذل. وخير الإبل عندهم: الإبل الحمراء؛ لأنها أصبر من غيرها على الهواجر، والعرب تفتخر بعدد ما عندها من الجمال الحمر. لغلاء ثمنها بالنسبة إلى الجمال الأخرى ومن هنا ضرب العرب بها المثل حين قالوا: "ما أحب أن لي بمعاريض الكلم حمر النعم"1. فالمراد بحمر النعم: الإبل الحمراء.
والإبل الصهباء من الإبل الجيدة الشريفة في نظر العرب. "قال ابن الأعرابي: تقول قريش: الإبل صهبها وأدمها، يذهبون في ذلك إلى تشريفها على سائر الإبل. وقد أوضحوا ذلك بقولهم: خير الإبل: صهبها وحمرها. فجعلوها خير الإبل"2. وقيل: الأصهب من الإبل الذي يخالط بياضه حمرة. وهو أن يحمر أعلى الوبر ويبيض أجوافه. وقد عرفت هذه الإبل بسرعتها. والصهباء الناقة الصهابية. وفي الحديث: كان يرمى الجمار على ناقة صهباء. وإبل صهابية منسوبة إلى فحل اسمه "صهاب"، أولد الإبل الصهابية3.
وعدت الإبل الرمكاء، من أبهى إبل العرب. وأما النوق الحور، فهي النوق التي تمتاز عن غيرها بكثرة ألبانها، وتكون ألوانها بين الغبرة والحمرة وفي جلودها رقة، وقد عدت من الجمال الرقيقة الحسنة، قالت العرب: الحمر من الإبل أطهرها جلدًا والورق أطيبها لحمًا والحور أغزرها لبنًا. وقد قال بعض العرب: "الرمكاء بهياء والحمراء صبراء والحوارة غزراء"4.
ويقسم أهل الأخبار الإبل ثلاثة أصناف: يماني، وعرابي، وبختي. فاليماني هو: النجيب وينزل بمنزلة العتيق من الخيل. والعرابي كالبرذون. والبختي كالبخل. وذكر أن في الإبل ما هو وحشي, وأنها تسكن أرض وبار، وهي غير مسكونة بالناس. وتسمى الإبل الوحشية "الحوشي". ويذكرون أنها من بقايا إبل "عاد" وثمود. والمهرية منسوبة إلى "مهرة"، وهي سريعة العدو، ويعلقونها من قديد