إلى بلاد الشأم بسلام. وهكذا ساهم هذا الحيوان في انتصار خالد على جيش الروم. ولا زال الجمل عماد الأعراب في حياتهم. ولا يمكن أن نتصور وجود أعرابية بغير جمل وقد أناط إنسان القرن العشرين به أعمالًا جديدة لم يمكن يعرفها، فعهد إليه نقل الآلات الحديثة ومنتوجات حضارة هذا القرن في البوادي, فنجح في أدائها أحسن نجاح. ومع ذلك، فإن الزمن ضده، فالجمل بطيء لا تتناسب سرعته وسرعة عصور السرعة وطفرات التطور الحديث، ولا بد وأن يأتي عليه يوم سيحال فيه على التقاعد عن العمل، فيقل بذلك وجوده، ويصير مكانه في حدائق الحيوان.

ولتمييز الإبل وتعيين أصحابها، وُسمت بسمات وعلمت بعلامات عرفت عندهم بـ"سمة" و"سمات"، توسم في الحد والعنق والفخذ، على صور شتى، مثل: المشط والدلو والخطاف، أي: على صورة هذه الأشياء 1. ويكون وسم الإبل بالميسم: حديدة تحمى فيكوى بها، فتترك أثرًا على الموضع الذي كوي. وذكر أن الوسم أثر؛ أثر كيّة, يقال: موسوم, أي: قد وسم بسمة يعرف بها, إما كيّة وإما قطع إذن، أو قرمة تكون علامة له. والوسام والسمة ما وسم به الحيوان من ضروب الصور. وفي الحديث أنه كان يسم إبل الصدقة، أي: يعلم عليها بالكي 2.

وسمات الإبل: السطاع، والرقمة، والخباط، والكشاح، والعلاط، وقيد الفرس، والشعب، والمشيطفة، والمعفاة، والقرمة، والجرفة، والخطاف، والدلو، والمشط، والفرتاج، والثؤثور، والدماغ، والصداع، واللجام، والهلال، والحراش، والعراض، واللحاظ، والتلحيظ، والتحجين، والصقاع، والدمع3.

ويقع الغزو في وجه الصباح في الغالب، ولذلك يقال: "صبحوا بـ ... " أي: أتوا صباحًا. وقد يقال: "صبحه بكذا"، أي: بعدد يذكر من رجال الغزو. ومن ذلك قول بجير بن زهير المزني:

صبحناهم بألف من سليم ... وسبع من بني عثمان وافى

أي: أتيناهم صباحًا بألف رجل من "بني سليم"2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015