فقتلوهم بالحجاز, وجاء اليهود فاستوطنوا الحجاز بعد العماليق1. ويظهر أنهم أخذوا أخبارهم هذه من اليهود، ففي التوراة أن العماليق "العمالقة" هم أول الشعوب التي حاربت العبرانيين, لما هموا بدخول فلسطين، وقد حاربهم موسى, فوسع يهود الحجاز هذه القصة ونقلوا حرب موسى مع العمالقة إلى الحجاز؛ ليرجعوا زمان استيطانهم في الحجاز إلى ذلك العهد.
ثم جاءت "جرهم" فنزلت على قطورا، وكان على "قطورا" يومئذٍ "السميدع بن هوثر"، ثم لحق بجرهم بقية من قومهم باليمن وعليهم "مضاض بن عمر بن الرقيب بن هاني بن نبت بن برهم" فنزلوا بـ"قعيقعان", وكانت قطورا بأسفل مكة, وكان "مضاض" يعشر من دخل مكة من أعلاها، و"السميدع" من أسفلها. ثم حدث تنافس بين الزعيمين فاقتتلا، فتغلب "المضاض" وغلب "السميدع".
وجرهم قوم من اليمن، فهم قحطانيون إذن، جدهم هو ابن "يقطن بن عابر بن شالخ", وهم بنو عم "يعرب", كانوا باليمن وتكلموا بالعربية, ثم غادروها فجاءوا مكة2.
والعمالقة من الشعوب المذكورة في "التوراة", وقد عدهم "بلعام" "أول الشعوب"3. وقد كانوا يقيمون بين كنعان ومصر وفي "طور سيناء", أيام الخروج، وبقوا في أماكنهم هذه إلى أيام "شاءول" "4Saul". وقد تحدثت عنهم في الجزء الأول من هذا الكتاب5.
ومن جرهم تزوج "إسماعيل بن إبراهيم" على رواية الأخباريين، وبلغتهم تكلم. وكانت "هاجر" قد جاءت به إلى "مكة", فلما شب وكبر، تعلم لغة جرهم، وتكلم بها. وهم من "اليمن" في الأصل، وكانت لغتهم هي اللغة العربية6. تزوج امرأة أولى قالوا: إن اسمها "حرا" وهي بنت "سعد بن