عوف بن هنئ بن نبت بن جرهم" ثم طلقها بناءً على وصية أبيه إبراهيم له, فتزوج امراة أخرى هي السيدة بنت "الحارث بن مضاض بن عمرو بن جرهم", وعاش نسله في جرهم، والأمر على البيت لجرهم إلى أن تغلبت عليهم "بنو حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر" وهم خزاعة في رأي بعض أهل الأخبار1.

وطبقت خزاعة على جرهم قانون الغالب, فانتزعت منها الملك، وزحزحتها من مكة, وأقامت عمرو بن لحي -وهو منها- ملكًا عليها، وكان دخول خزاعة مكة على أثر خروجها من اليمن؛ بسبب تنبؤ الكاهن بقرب انفجار السد, في قصة يذكرها الأخباريون. وظلت خزاعة صاحبة مكة، إلى أن كانت أيام عمرو بن الحارث وهو "أبو غبشان" "غبشان" فانتزع قصي منه الملك, وأخذه من خزاعة لقريش2.

وكان "عمرو بن لحي" أول من نصب الأوثان, وأدخل عبادة الأصنام إلى العرب، وغير دين التوحيد على زعم أهل الأخبار. ويظهر مما يرويه الأخباريون عنه أنه كان كاهنًا، حكم قومه ووضع لهم سنن دينهم على طريقة حكم الكهان، واستبدَّ بأمر "مكة" وثبت ملك خزاعة بها, فهو مثل "قصي" الذي جاء بعده، فأقام ملك "قريش" في هذه المدينة. ويظهر من بقاء خبره في ذاكرة أهل الأخبار أن أيامه لم تكن بعيدة عن الإسلام، وأن حكمه لمكة لم يكن بعيد عهد عن حكم "قصي" وأن إليه يعود فضل تنحية "جرهم" عن مكة, وانتزاع الحكم منه ونقله إلى قومه من "خزاعة", وذلك بمساعدة "بني إسماعيل" أسلاف "قريش" من "بني كنانة"3.

وهو أول رجل يصل إلينا خبره من الرجال الذين كان لهم أثر في تكوين مكة وفي إنشاء معبدها وتوسيع عبادته بين القبائل المجاورة لمكة، حتى صير لهذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015