وعثر في إحدى الكتابات في حران على اسم أمير يدعى "شرحيل بن ظالم" يرى نولدكه أنه أمير كندي؛ لأن هذين الاسمين من الأسماء الشائعة في كندة ويرجع تأريخ هذه الكتابة المدونة باليونانية والعربية إلى حوالي سنة "568م".
وقد دونت عند تدشين هذا العامل بناء إقامة للقديس يوحنا المعمدان، فيكون "شراحيل" شرحيل إذن من المعاصرين للحارث بن جبلة1. ويستنتج نولدكه من ذلك أن عددًا من المشايخ ظلوا يتمتعون بسلطانهم حتى بعد تألق نجم آل غسان. ويرى أن ذلك مما يوافق سياسة الروم الذين لم يكن من مصلحتهم ظهور أمير واحد قوي وإنما كان من مصلحتهم وجود جملة أمراء متنافسين؛ ليتمكنوا بذلك من السيطرة عليهم جميعًا بضرب بعضهم ببعض2.
وقد دعي الأمير المذكور بـ"asaraelus" ودعي أبوه بـ"talemus" وكان يحكم "اللجاة" فيظهر من ذلك أن إمارات كانت تنافس إمارة الغساسنة في هذا العهد3.
وقد توفي الحارث في سنة "569م" أو "570م" على رأي نولدكه، استنتج ذلك من ورود اسمه في الوثائق الكنسية التي يعود تأريخها إلى سنتي "568 و569"، وإلى ربيع سنة "570م" حيث حل اسم ابنه المنذر في محله، فاستدل من هذا التغيير على أنه توفي في هذا الزمن4.
وقد حكم "المنذر" من سنة "569-570م" حتى سنة "581م"، على تقدير بعض الباحثين5.
وقد عرف المنذر بـ"alamoundaros" "alamundaros" عند اليونان والسريان وقد استهل حكمه بالحرب مع ملك الحيرة قابوس. والظاهر أن عرب الحيرة كانوا هم البادئين بها، فانتصر عليهم في يوم 20 أيار "مايس" من سنة 570م6.