الحارث، وقال للسموءل: إن أنت دفعت إلي السلاح وإلا قتلته، فأبى أن يدفع إليه ذلك، وقال له: اقتل أسيرك، فإني لا أدفع إليك شيئًا، فقتله، وضربت العرب المثل بالسموءل في الوفاء"1.

وذكر الأخباريون أن الحارث الأعرج -وهو في روايتهم هذه الحارث بن أبي شمر الغساني- غزا قبيلة تغلب، وكان السبب الذي حمله على هذا الغزو مروره بجماعات منها لم تهتم به كما كان يجب أن يكون. وقد نصحه الشاعر "عمرو بن كلثوم" -على حد قولهم- بعدم غزوهم، واعتذر عنهم إليه.

ولكنه لم يأخذ بنصيحته، فلما تقابل معهم، انهزم مع قومه من غسان، وقُتل منهم عدد كثير كان في جملتهم أحد إخوة الحارث2.

ويظن بعض الباحثين أن الحارث هو الذي أمر ببناء كنيسة الرصافة الكبرى لا الملك يوسنيانوس، ذلك لأن المؤرخ "بروكوبيوس" لم يشر في أثناء كلامه على هذا القيصر إلى أي أثر له في هذه المدينة، على حين أشار إلى تسوير الحارث لها وإلى احترامه العظيم للقديس "سرجيوس" المدفون بها، وهو قديس له منزلة كبرى في نفوس نصارى عرب الشأم3.

وينسب إلى الحارث إصلاح ذات البين فيما بين قبائل طيء، وكانت متخاصمة متحاربة، فلما هلك عادت إلى حربها، ووقع بينها يوم اليحاميم حيث دارت الدائرة فيه على جدلية من طيء، ويعرف أيضًا بقارات حوق4.

ومن الأمراء العرب الذين عاصروا الحارث بن جبلة، أمير اسمه "أبو كرب بن جبلة"، لعله شقيق الحارث، وقد ورد اسمه في نص "أبرهة"، حيث كان "أبو كرب" قد أرسل إليه رسولًا لتهنئته بترميمه سد مأرب. والأمير "قيس" "kaisus" وكان عاملًا على "فلسطين الثالثة" في حوالى سنة 530م. والأسود، ويظهر أنه كان قد تحارب مع الحارث5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015