ملك الحيرة1.

وإلى هذا الحارث قصد امرؤ القيس الكندي الشاعر، ليوصله إلى القيصر ليشكو له ظلامته، ويطلب منه مساعدته في استرجاع حقه وأخذه بالثأر حسب رواية الأخباريين، وإليه تنسب أيضًا قصة مطالبة السموءل بن عاديا بإعادة دروع امرئ القيس التي أودعها لديه في القصة الشهيرة التي يحكيها الأخباريون في معرض كلامهم على امرئ القيس وقصة السموءل والوفاء. وهناك جماعة من الأخباريين ترى أن الحارث الذي طالب بتسليم دروع امرئ القيس إليه هو شخص آخر اسمه الحارث بن ظالم2. ولكنها لم تذكر الصلة التي كانت بين الحارث بن ظالم وامرئ القيس، وحملته على المطالبة بتلك الدروع.

وقد ذكر "الجمحي" أن "الحارث بن أبي شمر الغساني" هو الذي طلب إلى "السموءل بن عادياء" أن يدفع إليه سلاح "امرئ القيس" الذي استودعه عنده، فأبى السموءل أن يسلمه إليه3. وقد ذكر "أبو زبيد الطائي" أنه زاره ونعته بأنه "الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الشام". وقد كان "أبو زبيد" هذا "من زوار الملوك، ولملوك العجم خاصة. وكان عالمًا بسيرها"4.

وقد تعرض "ابن قتيبة" لموضوع "امرئ القيس"، فقال: "وكان امرؤ القيس في زمان أنو شروان ملك العجم؛ لأني وجدت الباعث في طلب سلاحه الحارث بن أبي شمر الغساني، وهو الحارث الأكبر، والحارث هو قاتل المنذر بن امرئ القيس الذي نصبه أنو شروان بالحيرة. ووجدت بين أول ولاية أنو شروان وبين مولد النبي، صلى الله عليه وسلم، أربعين سنة"5.

وذكر أيضًا أن "الحارث بن أبي شمر الغساني، وهو الحارث الأكبر، لما بلغه ما خلف امرؤ القيس عند السموءل، بعث إليه رجلًا من أهل بيته يقال له "الحارث بن مالك" وأمره أن يأخذ منه سلاح امرئ القيس وودائعه فلما انتهى إلى حصن السموءل أغلقه دونه، وكان للسموءل ابن خارج الحصن يتصيد فأخذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015