في تعيين "يعقوب البرادعي" ورفيقه "ثيودورس"، أسقفين للمقاطعات السورية العربية. فنجح في مسعاه هذا في سنة "542-543م"، وبذلك وطد هذا المذهب في بلاده1.

ونسب المؤرخ السرياني "ميخائيل الكبير" إلى الحارث محاورة جربت بينه وبين البطريق "إفرام" "526-545م" في السريانية أو اليونانية في طبيعة المسيح وفي مذهبه القائل بوجود طبيعة واحدة فيه. وهو مذهب "يعقوب البرادعي" المتوفى سنة "578م". وقد صيغت الحكاية بأسلوب يفهم منه أنه تغلب بأدب ولطف على خصمه البطريق2.

ولمعارضة مذهب اليعاقبة أتباع يعقوب البرادعي لمذهب الكنيسة الرسمي للإمبراطورية عد الروم هذا المذهب من المذاهب المنشقة المعارضة فقاوموه وناضلوا أصحابه ولا سيما في أيام القيصر يوسطنيانوس، باعتباره مذهبًا من المذاهب المناهضة لسياسة الملوك والدولة، كمعارضة الأحزاب السياسية في الزمن الحاضر3. إلا أن الحارث سعى جهد إمكانه في تخفيف حدة غضب الحكومة على رجال هذا المذهب، ومن التقريب ما أمكن بين آراء رجال الكنيستين. ولجهود الحارث ومسعاه في حماية هذا المذهب فضل كبير ولا شك في بقائه، وفي انتشاره بين السريان وعرب الشأم4.

وقد زار الحارث القسطنطينية في تشرين الثاني في سنة "563م"، فاستقبل استقبالًا حافلًا. وأثر أثرًا عميقًا في نفوس أهل العاصمة وفي رجال القصر والحاشية، ويقال إن رجال البلاط كانوا يخوفون القيصر "يوسطينوس" "justinius" بعد خرفه بالحارث، فكان يهدأ ويسكت روعه حين سماعه اسمه5. والظاهر أن الغاية التي من أجلها ذهب الحارث إلى القسطنطينية هي مفاوضة رجال الحكم فيمن سيخلفه على عرشه بعد وفاته من أولاده، وفي السياسة التي يجب سلوكها تجاه عمرو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015