بسقوط ملك الحيرة قتيلًا في معركة حدثت في سنة "544م"، على مقربة من "قنسرين" بالقرب من الحيار. وهذه المعركة هي معركة يوم حليمة على رأي نولدكه1. ويظهر أن المنذر كان قد هاجم بلاد الشأم، وتوغل فيها حتى وصل إلى حدود قنسرين، فصرع هناك. حدث ذلك في السنة السابعة والعشرين من حكم "يوسطنيانوس" "justinianus" على رواية ابن العبري.

وقد كان سبب اختلاف الحارث مع المنذر. تنازعهما على أرض يطلق الروم عليها اسم "strata" جنوب تدمر، تمر بها الطرق البرية الموصلة إلى بلاد الشأم وهي من الطرق العسكرية المهمة ومرعى مهم للأعراب، يرعى فيها أعراب العراق وأعراب بلاد الشأم. وقد ألف "جستنيان" لجنة تحكيم، لم تتمكن من فض النزاع. وقد اتهم الفرس أعداءهم الروم بأنهم يريدون الاتصال سرًّا بالمنذر ورشوته لتحريضه على القيام على الفرس2.

وقد ذكر ابن العبري في أثناء كلامه على هذه الحرب أن "برحيرت"، "bar-herath" أي "ابن الحارث" سقط قتيلًا في الحرب3. وكان قد ذكر قبل كلمات أن المنذر بن النعمان، لما هاجم منظمة "rhomaye" وتوغل فيها، نازله "الحارث بن جبلة" "herath bar geblala" بهجوم مقابل، فهزمه وقتله في قنسرين. ثم ذكر أن ابن الحارث سقط قتيلًا في هذا الموضع. ويعرف هذا الولد باسم جبلة4.

ونجد في شعر "حسان بن ثابت" إشارة إلى "زمين حليمة" أي زمن حليمة5. كما نجد في الأمثال "ما يوم حليمة بسر6"، دلالة على شهرة ذلك اليوم.

وكان الحارث من أنصار "المنوفستيين" "monophysites"، أي القائلين بوجود طبيعة واحدة في المسيح، ويقال إنه سعى لدى الإمبراطورة "ثيودورة"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015