تغيرت به الأحوال، فعاد أصحاب البيت إلى بيتهم، وهرب هو إلى من حيث جاء، ولا نعرف على وجه التحقيق متى ولي الحكم، ولا متى غادره.

لقد ذكرت أسماء الملوك الذي حكموا في أيام "قباذ" على رواية حمزة، وهي رواية تكاد تتفق مع القائمة التي دونها الطبري في آخر كلامه عن "كسرى أنو شروان" نقلًا عن هشام بن الكلبي لأسماء ملوك الحيرة ومدد حكمهم، وذلك قبل عهد "كسرى أنو شروان"1. فأي ملك من هؤلاء يمكن أن يكون هو الملك المقصود؟

لقد ذكر "بوشع العمودي" "JOSHUصلى الله عليه وسلم THصلى الله عليه وسلم STYLITصلى الله عليه وسلم" أن ملك الحيرة "النعمان" اشترك مع "قباذ" في المعارك التي وقت بينه وبين الروم، فأصيب النعمان بجروح بليغة على مقربة من "قرقيسياء" "CLRCصلى الله عليه وسلمSLUM" قضت عليه، وذلك في سنة "503" للميلاد. ولقد انتهز عرب الروم المسمون بالثعلبيين. "بني ثعلبة" هذه الفرصة، فغزوا الحيرة، واضطرت القوة التي تركها النعمان في عاصمته إلى الفرار للبادية.

أفلا يجوز أن يكون هؤلاء الغزاة هم أعراب "الحارث الكندي"، انتهزوا هذه الفرصة فأغاروا على الحيرة واستولوا عليها، فصارت في قبضة "الحارث" على نحو ما رواه بعض الأخباريين؟ ثم ألا يجوز أن يكون بعض الرواة قد سمعوا بمقتل "النعمان"، فظنوا أن القائل هو "الحارث"، أو تعمدوا نسبة القتل إليه للرفع من شأن كندة ومن كان معها من قبائل2؟

ولكن من يثبت لنا أن هؤلاء الأعراب الثعلبيين، أي من "بني ثعلبة"، وهم من عرب الروم على حد قول "يوسع العمودي" هم من أتباع الحارث أو أنهم من "آل الحارث" أي من كندة، وأن العائلة الكندية المذكورة كانت تعرف بـ"بني ثعلبة". وليس في الذي بين أيدينا من موارد، مورد واحد يذكر بأن "آل آكل المرار" هم من "بني ثعلبة" أو أنهم كانوا قد عرفوا بـ"بني ثعلبة" في يوم من الأيام، أو أنهم كانوا قد خضعوا لسلطان الروم، لذلك لا أظن أن "يوشع العمودي" قصد بالثعلبيين عرب الروم، كندة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015