"المنذر الأكبر بن ماء السماء" أو "النعمان الأكبر أبو المنذر الأكبر ذو القرنين"، و"ذو القرنين"، هو "ذو القرنين بن النعمان بن الشقيقة"1، أو "النعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن الشقيقة"2، وذلك في زمن "قباذ" ملك الفرس. ويقصد بـ"قباذ" هذا "قباذ" الأول الذي حكم ثلاثًا وأربعين سنة على ما جاء في الأخبار3. ويقدر العلماء ذلك في سنة "488" حتى سنة "531" بعد الميلاد4.
ولنتمكن من تعيين اسم الملك الذي قصده الرواة، علينا الرجوع إلى أسماء من حكم في أيام قباذ من ملوك الحيرة، وذلك على نحو ما رواه لنا الأخباريون.
إن أول من حكم في عهد "قباذ"، على ما يدعيه "حمزة" هو الملك "الأسود بن المنذر"، وقد حكم في أيامه ست سنين، ثم المنذر بن المنذر، وأمه "هر"، وقد حكم سبع سنين. ثم النعمان بن الأسود، وأمه أم الملك بنت عمرو بن حجر أخت "الحارث بن عمرو بن حجر الكندي"، أربع سنين. ثم أبو يعفر بن علقمة الذميلي، وقد حكم ثلاث سنين. ثم امرؤ القيس بن النعمان بن امرئ القيس، وقد حكم سبع سنين. ثم امرؤ القيس بن النعمان بن امرئ القيس، وقد حكم سبع سنين، ثم المنذر بن امرئ القيس المعروف بالمنذر بن ماء السماء، وهو ذو القرنين، وقد حكم اثنتين وثلاثين سنة من ذلك ست سنين في زمن قباذ. ثم الحارث بن عمرو بن حجر الكندي، ولم يذكر "حمزة" مدة حكمه، إنما قال: "ذكر هشام عن أبيه أنه لم يجد الحارث فيمن أحصاه كتاب أهل الحيرة من ملوك العرب. ثم قال: وظني أنهم إنما تركوه لأنه توثب به الملوك بغير إذن من ملوك الفرس، ولأنه كان بمعزل عن الحيرة التي كانت دار المملكة ولم يعرف له مستقر وإنما كان سيارة في أرض العرب"5. ولم يذكر حمزة مدة حكم "قباذ"6.
أما "الطبري"، فجعل "النعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن الشقيقة".