غزاها قابوس عرفت بـ "يوم قحاد". ويظهر أن خصوم قابوس أخذوا بثأرهم من هذا اليوم بغزوة قاموا بها على تنوخ1.
ويفاجئنا بعض الأخباريين بذكر رجل يقال له "فيشهرت" أو "السهرب" أو "السهراب"، قالوا أنه هو الذي تولى الملك بعد قابوس2. وقد جعل حمزة مدة حكمه سنة واحدة في أيام "كسرى أنو شروان"3. ولم يشر الأخباريون إلى الأسباب التي أدت إلى تعيين هذا الرجل الغريب ملكًا على الحيرة دون سائر آل لخم، ومنهم المنذر أخو عمرو بن هند وقابوس، فلعل اضطرابًا حدث في المملكة أو نزاعًا وقع بين أولاد قابوس أو بين آل لخم أدى إلى تدخل الفرس فقرروا تعيين رجل غريب عن أهل الحيرة لأمد حتى تزول أسباب الخلاف، فقرروا تعيين واحد منهم. فلما زالت تلك المواقع، عين المنذر ملكًا على الحيرة وبذلك عاد الملك إلى آل لخم.
ويلاحظ أن بعض الأخباريين لم يذكروا اسم فيشهرت أو السهراب، بل ذكروا أن الملك انتقل إلى المنذر بعد وفاة أخيه قابوس4. وذكر المسعودي في كتابه: مروج الذهب النعمان بن المنذر مباشرة بعد قابوس5.
وإذا صحت رواية حمزة من أن حكم المنذر كان ثمانية أشهر في عهد "كسرى أنو شروان" وثلاث سنين وأربعة أشهر في أيام "هرمز بن كسرى"، فيجب أن يكون حكمه قد امتد من سنة "579" حتى سنة "583" للميلاد6، تقريبًا؛ لأن نهاية حكم "أنو شروان" كانت في سنة "579" للميلاد على رأي المؤرخين، وحكم "هرمز" من سنة "579" حتى سنة "590" للميلاد7.
ويظهر من شعر منسوب إلى الشاعر "المرقش" أن "المنذر" كان ينقب عنه أي: يستقصي في طلبه، ولم يذكر سبب ذلك، ولعله كان قد هجاه، أو أن