جماعة وشت به عنده، فصار يبحث عنه للإيقاع به. وقد طلب في شعره هذا من الملك المذكور أن يكف عن طلبه ويسكت عنه، وتمنى لو أنه في "الزج" وهو موضع، أو "بالشام ذات القرون". وذلك؛ لأن بلاد الشام بلاد كانت تحت حكم الروم، فليس للمنذر حكم عليها، فهو يكون بها في بلاد العدو بعيدًا عن المنذر. وذكر "ابن قتيبة" أن معنى "ذات القرون" الروم. وأراد قرون شعورهم1.

ويظهر من شعر لـ "سويد بن خذاق" أن "قابوس بن هند" وأخًا من إخوته لم يذكر الشاعر اسمه "غزوا قومه، وهم من عبد القيس، وانتصرا عليهم وأنزلا بهم خسارة فادحة، يوم العطيف: ففرقا القبائل، وكانت أحلافًا متحالفة، وشتتا الشمل، ودعا "الله" أن يجزيهما شر الجزاء بما فعلا، وأن يحبس لبن "لبون الملك"، فلا تدر عليه، جزاء وفاقًا لما قاما به نحو قومه2.

أما الذي خلفه على الحيرة، فهو النعمان بن المنذر المعروف بأبي قابوس. وقد كناه بعض الشعراء بـ "أبي قبيس"3. كما كناه بعضهم بـ "أبي منذر"4. ويذكر أهل الأخبار أن الناس كانوا إذا دخلوا على النعمان أو كلموه، قالوا له: "أبيت اللعن". وذكر المسعودي: أنه "هو الذي يقال له: أبيت اللعن"5.

أما أم النعمان، فهي "سلمى بنت وائل بن عطية بن كلب"، أو "سلمى بنت عطية"6. وقد نسبها بعض الأخباريين إلى سلمى بنت وائل بن عطية الصائغ. وقالوا إنها من فدك، وزادوا في ذلك أنها كانت أمة للحارث بن حصن بن ضمضم ابن عدي بن جناب من كلب من دومة الجندل7. فهي بنت صائغ من فدك على رواية بعض، وأمة من دومة الجندل على رواية بعض آخر. وهي في كلتا الحالتين من طبقة وضيعة لا تليق بأسرة مالكة، ولعلها من أصل يهودي8، إذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015