"بطلميوس" يعني المنطقة التي تقع فيها الأنبار، فإذا كان هذا الظن صحيحًا، كان اسم هذه المدينة معروفًا إذن قبل أيام الساسانيين1.
ولم يذكر "ايزيدور الكركسي" "Isidorus Of Charax" الذي ساح حوالي ميلاد المسيح في إنبراطورية الفرث، اسم هذه المدينة، ولا اسمًا آخر يقع في هذا المكان، لذلك يرى بعض الباحثين أن الأنبار لم تنشأ إلا بعد أيام "ايزيدور" وربما في القرن الأول للميلاد، وأنها أنشئت في بادئ الأمر لخزن المواد فيها وتموين الحاميات بما تحتاج إليه، ثم توسعت في العصر الساساني حتى أصبحت المدينة الثانية في إقليم بابل بعد طيسفون2.
وفي رواية لـ "ثيوفيلكتس" "Theophylactus" أن "كسرى برويز الثاني" "Khusrave صلى الله عليه وسلمbharvez" "590-628م تقريبًا"، حينما هرب من وجه "بهرام جوبين" حوالي سنة 590 للميلاد، وترك العاصمة طيسفون عبر دجلة واختراق البادية حتى جاء الأنبار، ومنها ذهب إلى عانة "صلى الله عليه وسلمnatha"، ومنها ذهب إلى "قرقيساء" حيث اتصل بالروم3.
وقد صارت "الأنبار" من أهم المواضع العلمية ليهود العراق في عهد "هرمز الرابع" "578-591م" أو "579 -590م"، فلما اضطهد هذا الملك اليهود، وأمر بإغلاق مدارسهم الدينية التي كانت من أهم مدارس اليهود في ذلك العهد في مدينتي "سورا" "Sura'" و"بومبيدثا"، "فومبيديثه" "Pombeditha"، انتقل أحبار المدينتين إلى مدينة "فيروز سابور" "Peroz Shapur" أي الأنبار. وكانت إذ ذاك في حكم ملوك الحيرة4، وصارت منذ ذلك العهد مركزًا من مراكز الثقافة اليهودية في العراق.
وتقع "فومبديثه" "Pombeditha" بجوار الأنبار، وتعني "فم البداة"، وقد كانت من أهم المستوطانت اليهودية في العراق، ومن أهم المراكز العلمية التي أخرجت طائفة من كبار أحبار اليهود، أسهموا في تدوين التلمود وفي جمع التراث اليهودي القديم. ومن علمائها "مار رابة الغاؤون" وآخرون. وقد قدم