إليها اليهود من فلسطين هربًا من الرومان الذين لم يعطوا اليهود الحرية الدينية الكافية للانصراف إلى ممارسة شعائرهم الدينية والتعليم على وفق ديانتهم. فأسسوا مستوطنات مهمة في العراق، منها: هذه المستوطنة، ومستوطنة "نهر دعة" وغيرهما، وفي هذه المستوطنات دون التلمود البابلي الذي هو من أهم أركان كتب التشريع عند اليهود1.
وقد جاء في "بابا بثرا" أن العرب أتوا إلى "فومبديثه"، استولوا على أرض اليهود. وقد جاء اليهود إلى حبرهم "أبيه" "صلى الله عليه وسلمbaya" ليكتب لهم نسختين من نسخ تملك الأرض، حتى إذا
استولى غريب على نسخة التملك تكون لديه نسخة ثانية. وكان ذلك على أثر هذا الحادث2. وكان العرب عندما ينتزعون تلك الأرضين يأخذون سندات التملك أيضًا. ولهذا راجع اليهود هذا الحبر ليكتب لهم سندي تملك، حتى إذا أخذت نسخة، احتفظ صاحب الأرض بالنسخة الثانية فيكون في إمكانه مقاضاة المغتصب3.
ونجد في "نده" "Niddah"، وهو "كتاب الحيض" من باب "كتاب الطهارة" "Seder Toheroth" في الفقه العبراني، قصة تاجر عربي كان في "فومبديثه"، وكان يرتدي عباءة أو جبة سوداء حالكة السواد، ولما كان السواد من الألوان المكروهة عند اليهود، جاءه أحد زوار المدينة من اليهود، فسأله عن هذا السواد، فقال التاجر: وهل يوجد لون كهذا اللون! فقام عليه اليهود، وانتزعوا منه عباءته أو جبته ومزقوها، ثم استرضوه بأن عوضوه بأربعمئة "زوز"4.