استرعت أنظار الدولتين1. وورد اسمها في كتب "الكلاسيكيين" الذين عاشوا بعد "بلينيوس" مما يدل على ازدياد شهرة هذه المدينة بعد الميلاد2.
ويعود الفضل في حصولنا على معارفنا التأريخية عن تدمر إلى الكتابات التدمرية التي درسها المستشرقون وترجموها إلى لغاتهم وشرحوا ما جاء فيها، وهي بالإرمية واليونانية ثم اللاتينية والعبرانية، نشرت في كتب خاصة وفي كتب الكتابات السامية وفي ثنايا المجلات3. وإلى كتب المؤلفين اليونان والاتين والسريان. من هذه الموارد الرئيسية استقى المؤرخون معارفهم عن تأريخ هذه المدينة، تضاف إليها موارد ثانوية ذكرت "تدمر" عرضًا لوجود مناسبة دعت إلى ذلك مثل سجلات المجامع الكنيسية والتلمود.
أما تأريخ المدينة فلا نعرف من أمره شيئًا يذكر يعود إلى ما قبل الميلاد. وأكثر ما كتب عن مدينة "تدمر" يعود إلى ما بعد الميلاد.
وكان غالبية أهل "تدمر" برغم كتابة أمورهم بالإرمية وبالقلم الإرمي من العرب على رأي أكثر الباحثين، شأنهم في ذلك شأن نبط "بطرا"4. وهم يرون أن القبائل العربية التي أخذت تستولي على المناطق الخصبة الواقعة في شرقي أرض "كنعان"، بعد سقوط الدولة البابلية، كتبوا بالإرمية؛ لأنها كانت لغة الكتابة