أما الناس، فكانوا يعيشون على اللحوم والحليب، يضاف إلى ذلك نوع من "الفلفل" ولب بعض الشجر، حيث تخلط بالماء1.

وقد أخذ "ديودورس" أخباره عن النبط من مؤرخ قبله هو "Hieronymos Of Kardia = Hieronymos Of Cardia، ويعود خبره إلى حوالي السنة "312" قبل الميلاد، إذ تحدث هذا المؤلف عن حملة "انطيغونس" "انتيكونس" "صلى الله عليه وسلمntigonos" على القبائل العربية، فذكر "النبط" Nabataioi = Nabatoioi وأشار إلى الحملة التي أرسلت عليهم2.

ويتبين من أقدم الأخبار الواردة في الكتب "الكلاسيكية" عن النبط أنهم كانوا في بادئ أمرهم أعرابًا رعاة ماشية، ومنهم أصحاب قوافل يتعاطون التجارة، ويقيمون حول البحر الميت، وكانوا يستخرجون "الاسفلت" من سواحله الشرقية فيحملونه إلى مصر لبيعه إلى المصريين3. وكانت لهم أماكن محصنة تحصينًا طبيعيًّا يلتجئون إليها فيصعب على العدو مباغتتهم ومهاجمتهم في هذه الحصون، كما أن لهم علمًا بصحاريهم وبمواضع الماء فيها، يحتمون بها عند الحاجة، ويتخلصون بذلك من تعقيب الجيوش، ويذكر أنهم جنوا أرباحًا كثيرةً من اتجارهم بالاسفلت، إذ كان المصريون يشترونه منهم لاستعماله في "المومياء"، ولهذا أقبلوا عليه إقبالًا كبيرًا، در على النبط ربحًا طيبًا4.

وقد وصفوا بأنهم كانوا يكرهون الزراعة ويزدرونها، كما كانوا يزدرون السكنى في بيوت مستقرة، وكانوا رعاة يربون الأغنام وبقية الماشية. إذا وجدوا غريبًا بينهم قتلوه؛ لأنهم كانوا يخشون أن يقعوا تحت حكم الأجانب فيفقدوا حريتهم5. ووصف "سترابو" النبط، فقال: إنهم تجار، أقاموا في بيوت من الحجر، وقد اشتغل قوم منهم بالزراعة6.

لقد أظهر هؤلاء الرعاة مقدرة فائقة وكفاية لا تقدر في تكييف أنفسهم وفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015