من الجنسيات الأخرى كانوا يعيشون بين النبط، وكانوا في نزاع وخصام بينهم. أما النبط فكانوا على صفاء ووئام، يعيشون عيشة سلام وراحة1. ويتبين أثر اختلاط الغرباء بالنبط، في الآثار الباقية وفي الكتابات اليونانية والرومانية التي عثر عليها في أرض النبط وعلى النقود.
وقد شملت مملكة النبط في أوج أيامها منطقة واسعة ضمت "دمشق" و"سهل البقاع" "بقأث هـ - لينون" "رضي الله عنهiq'ath Ha-Lebanon" "Coelesyria"، والأقسام الجنوبية والشرقية من فلسطين وحوران و"أدوم" "Idunaea"، ومدين إلى "ددن" "ددان" وسواحل البحر الأحمر. وثبت أيضًا أن جماعة من النبط سكنت في الأقسام الشرقية من "دلتا" النيل، وقد تركت لنا عددًا من الكتابات2.
ولا يعرف الموطن الأصلي الذي جاء منه النبط على وجه التحقيق، ولا الزمان الذي هاجروا فيه منه. ويظن بوجه عام أنهم كانوا بدوًا في الأصل من سكان البادية الواقعة شرق شرقي الأردن. ثم ارتحلوا نحو الغرب فنزلوا أرض "أدوم" وضايقوا الأدوميين الذين ارتحلوا نحو الشمال والغرب اختيارًا أو كرهًا، فسكنوا في المناطق الخصبة المشرفة على البحر المتوسط. وكان ذلك حوالي "587" قبل الميلاد. ولا يعرف على وجه العموم في الزمن الحاضر شيء ما عن مبدأ تأريخ النبط3.
ويرى بعض العلماء أن النبط هم "نبياطي" المذكورون في أخبار الملك "أشور بنبال" "صلى الله عليه وسلمschurbanipal"، وهم أيضًا "نبايوت" "Nebjot= "Nabatene" أولاد إسماعيل في التوراة4. وهم سكان أرض "Nabatene"5.