"شبوة". أما "ذيب" "ذيلب" فقبيلة كانت منازلها ما بين "عوالق الأحور" من الغرب ومنطقة "قنا", وتضم "دلتا" "ميفعة"، وهي من القبائل التي كانت تسكن القسم الشرقي من "حمير" أي: الأرض التي هاجمت منها حمير مملكة حضرموت1.

ويذهب "فون وزمن" إلى أن اسم حمير لم يكن قد لمع في هذا العهد على أنه اسم قبيلة حاكمة، وأن اسمها لم يلمع إلا بعد أن تحالف الحميريون مع قبائل أخرى مثل "ذياب"، فصاروا بحلفهم هذا قوة، وصار لهم نفوذ2.

وقد ورد اسم قبيلة "حبن" "حبان" و"ذيب" "ذياب" في النصوص المتأخرة كذلك, مثل كتابات "عقلة"3.

وقد عرف الحميريون عند أهل الأخبار أكثر من بقية الشعوب العربية الجنوبية الأخرى التي نتحدث عنها, وقد جعلوا "حميرًا"، وهو جد الحميريين في زعمهم، ابنًا لـ"سبأ"، وصيروه "حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان"4. وقد سموه "العرنج" وزعموا أنه كان ملكًا، وأنه ملك بعد هلاك أبيه "سبأ"، وأنه أول من تتوَّج بالذهب, وملك خمسين سنة، وعاش ثلاثمائة عام، وكان له من الولد ستة، منهم تفرعت قبائل حمير، وكانت بينهم حروب، إلى أمثال ذلك من أقوال5.

وقد حاول بعض أهل الأخبار إيجاد تفسير للفظة "حمير" ولكلمة "عرنج"؛ فذكروا أوجهًا متعددة للتسمية. وقد اعترف "ابن دريد"، بأن من الصعب الوقوف على الأصل الذي اشتق منه اسم "حمير" أو "العرنج"؛ لأن هذه أسماء قد أُميتت الأفعال التي اشتقت منها, وقد ذكر أن بعض أهل اللغة زعموا أنه سمي حميرًا؛ لأنه كان يلبس حلة حميراء6. وذكر أيضا "أن هذه الأسماء الحميرية لا تقف لها على اشتقاق؛ لأنها لغة قد بعدت وقدم العهد بمن كان يعرفها7".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015