ويطلق أهل الأخبار لقب "تبع" على الملوك الذين حكموا اليمن، وعلى مجموعهم "التبابعة", وهم في حيرة من تفسير المعنى. وقد ذكر أكثرهم أنهم إنما سُمُّوا تبعًا و"تبابعة" لأنهم يتبع بعضهم بعضًا, كلما هلك واحد قام مقامه الآخر تابعًا له على مثل سيرته, أو لأن التبع ملك يتبعه قومه، ويسيرون خلفه تبعًا له, أو لكثرة أتباعه، أو من التتابع، وذلك لتتابع بعضهم بعضًا1. وذكروا أن أحد التبابعة كان قد صنع "الماذيات" من الحديد، وأن الحديد سخر له كما سخر للنبي "داود"2, وأشير إلى "تبع" في القرآن الكريم: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} 3, و {أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ} 4. وقد ذكر بعضهم أن هذا اللقب لا يلقب به إلا الملوك الذين يملكون اليمن والشحر وحضرموت، وقيل حتى يتبعهم "بنو جشم بن عبد شمس" أما إذا لم يكن كذلك فإنما يسمى ملكًا5. وأول من لقب منهم بذلك "الحارث بن ذي شمر" وهو الرائش، ولم يزل هذا اللقب واقعًا على ملوكهم إلى أن زالت مملكتهم بملك الحبشة اليمن6. وذكر أهل الأخبار أن تبعًا عند أهل اليمن لقبٌ هو بمنزلة الخليفة للمسلمين وكسرى للفرس وقيصر للروم, وكان يكتب إذا كتب: باسم الذي ملك برًّا وبحرًا7.

واختلف علماء التفسير في اسم "التبع" الحميري المذكور في القرآن الكريم، فذهب بعضهم إلى أنه من حمير، وأنه حَيَّر الحيرة وأتى "سمرقند" فهدمها. وذهب بعض آخر إلى أن تبعًا كان رجلًا من العرب صالحًا، وأنه لما دنا من اليمن ليدخلها حالت حمير بينه وبين ذلك, وقالوا: لا تدخلها علينا وقد فارقت ديننا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015