يعني: أبدًا تمرُّ عليه إبلُه وتضربه بأخفافها وتعضُّه بأسنانها مرةً بعد أخرى في عرصة القيامة حتى يفرغ من حساب العباد.
قوله: "ليس فيها عقصاء"، (العقصاء): الشاة أو البقرة مال قرنُها إلى خلف أذنها، "الجلحاء": التي لا قرن لها، "العضباء": المكسورة القرن، يعني: بقره وغنمُه يوم القيامة ليست بهذه الصفات؛ لأنَّ الشاة التي لها صفةٌ من هذه الصفات لا تقدر على النطح، ولا يكون نطحها شديدًا، بل يكون لها يومئذٍ قرنان مستويان؛ ليكون نطحها لصاحبها شديدًا.
"النطح": الضرب بالقرن أحدًا، و"الوطء": الضرب بالرجل، "الأظلاف": جمع ظِلْفٍ، والظِّلْفُ للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس.
قوله: "والخيل ثلاثة"؛ يعني: رَبْطُ الرجلِ الخيلَ على ثلاثة أنواع.
قوله: "في سبيل الله"؛ أي: ليجاهد الكفار على ظهرها، "فأطال لها في مرج"، (المرج): المرعى؛ يعني (?): طوَّل حبلها لترعى في المرعى.
قوله: "فما أصابت في طيلها"؛ (الطيل) أصله: طِوْل - بالواو - فقُلبت الواو ياءً لأن الياء أخفُّ من الواو، و (الطيل): الحبلُ الذي يشدُّ أحد طرفيه إلى وتدٍ أو شجر، وطرفه الآخر إلى يد الفرس ليرعى في المرعى كي لا يفر، يعني: فما وجد من العلف في ذلك المرج يحصلُ لمالكها بذلك أجرٌ؛ لأن نيته في ذلك الجهاد، وهو طاعةٌ عظيمة.
قوله: "فاستنَّت"؛ أي: ركضت "شرفًا"؛ أي: طَلَقًا وشوطًا، وهو العَدْوُ من موضعٍ إلى موضع.
"آثارها"؛ أي: خطواتها.