السلام؛ يعني: فأرسل رسول الله - عليه السلام - أحدًا إلى ابنته ليقول لها: إن رسول الله يقرئك السلام ويقول: "إن لله ما أخذ، وله ما أعطى".
قوله: "فلتحتسب"؛ يعني: لتطلب الثواب من الله في الصبر.
قوله: "فأرسلت"؛ يعني: فأرسلت إليه أحدًا مرة أخرى.
و"تقسم عليه"؛ أي: تقول له: أقسمتُ عليك أن تأتيني.
قوله: "فرُفع إلى رسول الله - عليه السلام - الصبي"؛ أي: وضعه أحدٌ في حجر رسول الله عليه السلام، "ونفسه تتقعقع"؛ أي: تتحرك لكونه في النزع، "ففاضت عيناه"؛ أي: نزل الدمع من عيني رسول الله عليه السلام.
قوله: "ما هذا؟ "؛ أي: ما هذا البكاء منك؟
قوله: "هذه رحمة"؛ يعني: البكاء رحمةٌ من رقة القلب، ومن ترحُّم الرجل على الناس، وهذه الصفة محمودة، وهو صفةُ رحيم القلب، ومَن يُرحِّمْ يُرحَّمْ عليه.
* * *
1223 - وقال عبدُ الله بن عُمرَ: اشتَكَى سعدُ بن عُبادَةَ شَكْوى، فأتَاهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعودُهُ مع عبدِ الرحمن بن عَوفٍ، وسعدِ بن أبي وقَّاص، وعبدِ الله بن مسعودٍ - رضي الله عنهم -، فلما دخلَ عليه وجدَه في غاشِيةٍ، فبكَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فلما رَأَى القومُ بُكاءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بَكَوا، فقال: "ألا تَسْمَعون!، إن الله لا يُعَذِّبُ بدمعِ العينِ، ولا بحُزْنِ القلبِ، ولكن يعذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانِهِ - أو يرحمُ، وإن الميتَ ليُعَذَّبُ ببكاءِ أهلِهِ عليه".
قوله: "اشتكى"؛ أي: مرض، "شكوى"؛ أي: مرضًا.
قوله: "وجده في غاشية"؛ أي: في شدةٍ من المرض، ويحتمل أن يريد به