أنه صار مغشيًا عليه من غاية المرض.

"ألا تسمعون؟ "؛ أي: أما سمعتم وأما علمتم أنه لا إثم على الرجل في البكاء؟

قوله: "ولكن يعذب بهذا"؛ يعني: يكون الإثم فيما صدر من اللسان من [الجزع والنياحة.

قوله: "أو يرحم"؛ يعني: يعذب بهذا؛ يعني: يكون الإثم فيما صدر من اللسان] بسبب اللسان إن قال شرًا، أو يرحم إن قال خيرًا، مثل أن يقول عند المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون.

قوله: "وإن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه" قال الخطابي: إنما يعذَّب الميت إذا أوصى لأهله أن يبكوا عليه ويشقُّوا ثيابهم ويضربوا خدودهم وما أشبه ذلك، فإن أوصَى بهذا يعذَّب؛ لأنه أَمر ورضي بمعصية، وإن لم يوصِ بشيء من هذا، لا يعذَّب بأن يبكي أهله عليه؛ لأن الله تعالى قال: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء: 15].

{وَلَا تَزِرُ} أي: ولا تحمل {وَازِرَةٌ} أي: نفسٌ حاملة {وِزْرَ أُخْرَى}؛ أي: ذنبَ نفسٍ أخرى؛ يعني: لا يحمل أحدٌ ذنب غيره، ولا يؤاخَذُ واحدٌ بذنبِ غيره.

* * *

1224 - وقال: "ليسَ منا مَن ضرَبَ الخُدودَ، وشَقَّ الجُيوبَ، ودعا بدعَوى الجاهليةِ".

قوله: "ليس منا"؛ أي: ليس من الذين يتَّبعونا؛ أي: ليس من أمتي الكاملين مَن ضرب يده على وجهه عند البكاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015