صيتك وشجاعتك؛ يعني: حصل لك غرضك في الدنيا، وهو إظهار شجاعتك، فليس لك ثواب غير ذلك، فإذا لم تقاتل لمرضاتي فما أديت حق نعمتي، وإذا لم تؤدِّ حق نعمتي فقد استوجبت العقوبة.

"ثم أُمِرَ"؛ أي: أُمِرَ به، على بناء المجهول؛ أي: قيل لخزنة النار: ألقوه في النار، "سُحِبَ" ماضٍ مجهول؛ أي: جُذِبَ وجُرَّ.

قوله: "ورجلٌ تعلَّم العلم"؛ أي: جيء يوم القيامة برجل تعلَّم العلم وعَلَّمه الناس، فعرفه الله تعالى ما أنعم عليه من الفهم والفصاحة والعلم والقرآن.

قوله: "وقرأتُ فيك القرآن"؛ أي: في رضاك، وشرح باقيه قد تقدم.

قوله: "وَسَّعَ الله تعالى عليه"؛ أي: كَثَّرَ الله مالَه، ووَسَّع رزقه "من أصناف المال" من الإبل والبقر والغنم والفرس وغيرها من الدواب، ومن الذهب والفضة وغير ذلك من أنواع المال كلها.

قوله: "ما تركتُ من سبيلٍ تحبُّ أن ينفق فيها"؛ يعني: ما تركت مَصرفًا تحبه وترضاه إلا صرفت فيه، كبناء المسجد والمدارس وإعطاء الزكاة والصدقات وغير ذلك من وجوه الخيرات، (الجواد): السَّخي، وباقي شرحه قد تقدم.

* * *

155 - وقال: "إنَّ الله تعالى لا يقبِضُ العِلْمَ انتزاعًا ينتزِعُهُ مِنَ العِبادِ، ولكنْ يَقبِضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ حتى إذا لم يُبقِ عالِمًا اتَّخذَ الناسُ رُؤَساءَ جُهَّالًا، فسُئِلُوا، فأَفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فضَلُّوا، وأَضَلُّوا"، رواه عبد الله بن عَمْرو بن العاص.

قوله: "إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعًا" منصوب على أنه مفعول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015