أُلقيَ في النَّار، ورجلٌ وسَّعَ الله عليهِ وأعطاهُ مِنْ أصنافِ المالِ كُلِّهِ، فأُتيَ بهِ فعرَّفهُ نِعَمَهُ فَعرفَها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: ما تركتُ مِنْ سَبيلٍ تُحبُّ أنْ يُنفقَ فيها إلَّا أنفقتُ فيها لكَ، قال: كذبتَ، ولكنَّكَ فعلْتَ ليقالَ: هو جَوَادٌ، فقدْ قيلَ، ثمَّ أُمِرَ بهِ فسُحِبَ على وجهِهِ، ثُمَّ أُلقيَ في النَّار"، رواه أبو هُريرة - رضي الله عنه -.
قوله: "يُقضى عليه"؛ أي: يسأل يوم القيامة عن أفعاله ويُحاسب.
"استُشْهِد" على بناء المجهول إذا جُعل شهيدًا؛ أي: قُتِلَ في معركة الكفار "فأُتيَ به" على بناء المجهول؛ أي: دُعِيَ وأحضر يوم القيامة للحساب.
"فعرَّفه نعمه" تعريفًا: إذا جعله عالمًا بشيء، الضمير في (عَرَّفَ) يرجع إلى الله تعالى.
(النِّعم): جمع نعمة؛ يعني: أعلمَهُ الله وذكَّره بما أنعم عليه من أنواع النِّعم من إعطاء القوة والشجاعة والفرس والسلاح وغير ذلك من أسباب المحاربة مع الكفار.
"فعرَّفها"؛ أي: عَرَّف ذلك الشخص تلك النعم وأقر بها.
"قال: فما عملت"؛ أي: قال الله تعالى له: فما عملت في تلك النعم، وعلى أيَّ وجهٍ صرفتها؟
"قال: قاتلتُ فيك"؛ أي: قاتلت في سبيل الله؛ أي: حاربت الكفار لإعلاء دينك ولرضاك "حتى استشهدت، قال: كذبت"؛ أي: قال الله له: كذبتَ إنك ما قاتلتَ مع الكفار لمرضاتي، بل قاتلتَ ليقولَ الناسُ إنك رجل شجاع، فغرضك من قتالك إظهارُ شجاعتك لا لإعلاء ديني.
(الجَرِيء): الشجاع، من جَرُء - بضم العين في الماضي والغابر - جُرْأَةً وجَرَاءَةً: إذا صار شُجاعًا.
قوله: "فقد قيل"؛ أي: فقد قال الناس ما طلبتَ، وهو مدحُك وإظهارُ