مطلق، والمفعول المطلق هو المصدر المنصوب.

(الانتزاع): الجَذْبُ والجرُّ؛ يعني: إنَّ الله تعالى لا يقبض العلم من بين الناس على سبيل أن يرفعه مِنْ بينهم إلى السماء، ولكن يقبض بقبض أرواح العلماء حتى لا يترك عالمًا، فإذا قبض العلماء بقي الجهال، فاتخذ الناس قضاة وأئمة جاهلين، فقاضيهم يقضى بغير علم، ومفتيهم يفتي بغير علم.

"رؤوساء": جمع رَأس، وهو السيد والإمام والقاضي والمفتي.

"فسُئلوا" على بناء المجهول، والضمير في (سئلوا) يعود إلى (رؤوساء).

قوله: "فضلوا"؛ أي: صار قضاتهم والذين أفتوهم ضالين وجعلوا قومهم ضالين أيضًا؛ لأنه مَنْ تَبِعَ جاهلًا يدله على سبيل الضلال، ومن تبع عالمًا يدله على سبيل الرَّشاد.

* * *

156 - وقال عبد الله بن مَسْعُود - رضي الله عنه -: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يتخَوَّلُنا بالمَوعظةِ في الأَيامِ كراهَةَ السَّآمَةِ علَينا.

قوله: "يتخولنا"، (التخول): التعهد وحسن الرعاية.

"السآمة": الملالة؛ يعني: كان رسول الله عليه السلام لا يعظنا متواليًا كيلا نَمِلَ، فلا يؤثِّرُ كلامُه في قلوبنا عند ملالتنا، بل يعظنا فيه يومًا دون يوم، ووقتًا دون وقت، ويطلب وقتًا نكون فيه مجموعي الخواطر فيعظنا فيه، وكذلك ليفعل المشايخ والوعاظ في تربية المريدين.

* * *

157 - وقال أنس - رضي الله عنه -: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا تكلَّمَ بكلمةٍ أعادَها ثلاثًا حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015