مسلمًا، وجعل نفسه فداءً لدين الله تعالى، فنيَّتُهُ وقصده في هذه الأشياء يشبه الوقف والعلمَ المنتَفَعِ به، فلذلك يدوم له الأجر والثواب إلى يوم القيامة.

قوله: "ينمو"؛ أي: يزيد أجره.

* * *

153 - وقال: "مَنْ نَفَّسَ عنْ مُؤمنٍ كُرْبَة مِنْ كُرَبِ الدُّنيا نَفَّسَ الله عنهُ كُربةً مِنْ كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومَنْ يَسَّرَ على مُعسِرٍ يَسَّرَ الله عليهِ في الدُّنيا والآخرة، ومَنْ سَتَرَ مُسلِمًا ستَرهُ الله في الدُّنيا والآخرة، والله في عَوْنِ العبْدِ ما دام العبْدُ في عَوْنِ أَخيه، ومَنْ سلكَ طَريقًا يلتمِسُ فيهِ عِلْمًا سهَّلَ الله لهُ بهِ طريقًا إلى الجنَّة، وما اجتمعَ قومٌ في مَسْجدٍ مِنْ مَساجدِ الله تعالى يتْلُونَ كتابَ الله ويتدارسُونَهُ بينهُمْ إلَّا نزلَتْ عليهِمُ السَّكينةُ، وغشِيَتْهُمُ الرَّحمةُ، وحفَّتْ بهِم الملائكةُ، وذكرهُمُ الله فيمنْ عنده، ومَنْ بطَّأَ به عمَلُهُ لمْ يُسْرعْ بهِ نسَبُه"، رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -.

قوله: "من نَفَّسَ عن مؤمنٍ ... " إلى آخره، نَفَّسَ تنفيسًا: إذا ذهب الحزن.

(الكُربة) بضم الكاف: الحزن، وجمعها: الكُرَب - بضم الكاف وفتح الراء - (يَسَّرَ) تيسيرًا: إذا سَهَّلَ الأمرَ وجعلَ أمرَ أحدٍ سهلًا، (المُعْسِر): الفقير.

قوله: "مَنْ يَسَّرَ على مُعْسِرٍ"؛ أي: من كان له دينٌ على فقير فساهله بأن يمهله من وقتِ أداء دينه إلى وقتٍ يحصل له مال، أو يترك بعض دينه، ويطلب الباقي.

قوله: "من سَتَرَ مسلمًا" هذا يحتمل أمرين:

أحدهما: أن يرى رجلًا على فعلٍ قبيح فيسترَ عليه ولا يفضحه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015