والثاني: أن يكسُوَ مسلمًا ثوبًا.

قوله: "والله تعالى في عون العبد"، (العون): النصرة، "ما كان العبد"؛ أي: ما دام العبد مشغولًا "في عون أخيه" المسلم؛ يعني: من يقضي حاجة مسلمٍ أو يعينُه قضى الله تعالى حاجته وأعانه على أمره.

قوله: "ومن سلك طريقًا"؛ أي: ذهب طريقًا، "يلتمس"؛ أي: يطلبُ "فيه علمًا": من علوم الشريعة، "سَهَّلَ الله تعالى له به"، (الباء) باء السببية؛ يعني: جعل الله تعالى ذهابَه في طلب العلم سببًا لوصوله إلى الجنة من غير تعب، وذلك أن من طلبَ العلم يعرف به طريق الدين، وطريق الدين: هو الطريق الذي يوصل العبد إلى الجنة، والعلم هو الدليل إلى الجنة.

قوله: "وما اجتمع قوم في مسجدٍ من مساجد الله تعالى يتلون كتاب الله"؛ أي: يقرؤون القرآن، "ويتدارسونه"، (التدارس): أن يقرأ بعضُ القوم مع بعضٍ شيئًا؛ يعني: يقرأ بعضهم بعض القرآن ويسمع بعض، أو يعلم بعضُهم بعضًا القرآن ويبحثون في معناه، أو تصحيح ألفاظه وحسن قراءته.

وذكر هنا (المسجد)، والمراد به: جميع المواضع من المدارس والرباطات، وإنما قال: (في مسجد من مساجد الله تعالى)؛ لأن في زمان النبي عليه السلام وبعده إلى قرن أو قرنين لم تكن المدرسة والرباط، بل كان مجمع المصلين والمحدثين المساجد.

قوله: "إلا نزلت عليهم السكينة"، (السكينة): الشيء الذي يحصل به سُكُون الرجل، والمراد ها هنا بها: حصول الذوق والشوق للرجل من القرآن، وصفاء قلبه بنوره، وذهاب الظلمة النفسانية من القلب، ونزول الضياء الرحمانية فيه.

وقيل: (السكينة): اسم ملك ينزل قلب المؤمن، ويأمره بالخير، ويحرضه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015