لأنهما مشغولان بالخير، والخير شيء يُستحب بل يجبُ طلبُهُ لكل أحد.
قوله: "فسلطَهُ على هَلَكَتِهِ"، (سلطه)؛ أي: وكَّلَهُ ووفَّقَهُ؛ لأن تصرفه على وجهٍ يحبه الله.
قوله: "ورجلٍ آتاه الله حكمةً"؛ أي: عِلْمَ أحكام الدين "فهو يقضي بها"؛ أي: يعمل بها ويحكم بها بين الناس بالحق ويعمل "ويُعلِّمها" الناس.
* * *
152 - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ماتَ الإنسانُ انقطعَ عنهُ عملُهُ إلا منْ ثلاثةٍ: إلا منْ صَدَقَةٍ جاريةٍ، أو عِلمٍ يُنتفَعُ بهِ، أو ولدٍ صالحٍ يدعُو لهُ"، رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -.
قوله: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله ... " إلى آخره.
يعني: إذا مات الإنسان لا يكتب له بعد موته أجر وثواب؛ لأن الأجر جزاء العمل الصالح، والعملُ ينقطعُ بموتِ الرَّجل إلا إذا فعل فعلًا في الحياة يدوم خيره، وإذا كان كذلك يلحقه أجره، وذلك ثلاثة أشياء:
أحدها: "الصدقة الجارية": وهي وَقْفُ أرضٍ أو دارٍ على المسلمين أو على شخصٍ واحدٍ أو بناءُ مسجدٍ أو مدرسةٍ أو رباطٍ، أو حفرُ بئرٍ وغير ذلك مما ينتفع به الناس.
والثاني: "العلم الذي ينتفع به"؛ يعني: يعلِّمُ أحدًا أو جماعة مسألة أو أكثر من أحكام الدين، فيعملون بتلك المسألة ويعلمونها غيرهم من المسلمين، فيحصل له بذلك ثواب، وكذلك إذا صنف كتابًا.
والثالث: "ولد صالح يدعو له" بعد موته، واعلم: أنه من ترك ولدًا صالحًا يحصل له من ذلك الولد ثوابٌ كل لحظة، سواء يدعو له الولد أو لا يدعو؛ لأن الولد كلما عمل عملًا صالحًا أو تلفظ بتسبيحٍ يحصل لأبيه ثواب؛