نقيض النصح، والنصح: إرادة الخير لأحد، و (الغِشُّ): مأخوذ من الغَشَشِ، وهو المَشْرَبُ الكَدِرِ.
* * *
139 - وقال: "مَنْ تمسَّكَ بسُنَّتي عندَ فَسادِ أُمَّتي فلهُ أجرُ مائة شَهيدٍ"، رواه أبو هريرة.
قوله: "مَنْ تمسَّكَ بسُنَّتي"؛ يعني: من عمل بسنتي وأحيا سنتي في وقت ترك العمل بسنتي وغَلَب الفسق والجهل في الناس، "فله أجرُ مئة شهيد"؛ لأنه يلحقُهُ مشقةٌ في ذلك الوقت بإحياء السُّنة والعمل بها، فهو كالشَّهيد الذي قاتل الكفارَ لإحياء الدِّين حتى قُتِلَ.
* * *
140 - وعن جابر - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حين أَتاهُ عمرُ - رضي الله عنه - فقال: إنَّا نسمَعُ أحاديثَ منْ يهود تُعجِبنا، أَفَتَرى أنْ نكتبَ بعضَها؟ فقال: "أَمُتَهَوِّكُونَ أنتم كما تهوَّكَتِ اليهودُ والنَّصارى؟ لقدْ جئتُكُمْ بها بيضاءَ نقيَّةً، ولوْ كان موسى حيًّا لَما وَسِعَهُ إلاَّ اتِّباعي".
قوله: "تُعجِبنا"؛ أي: تَحْسُنُ عندنا وتصيرُ محبوبنا وتميلُ قلوبنا إليها، و (الإعجاب): صيرورة الشيء محبوبًا عند الرجل، (يهود): غير منصرف لوزن الفعل والتأنيث؛ لأنهم جماعة، فهي بمنزلة القبيلة.
يعني: نسمع من يهود حكايات ومواعظ نحبها؛ أفتأذن لنا أن نكتبها ونقرأها؟
قوله عليه السلام: "أَمُتَهَوِّكُونَ أنتم"، (التَّهَوُّكُ): التحيُّر؛ يعني: أتصيرون