وغيرهم من أهل الاجتهاد، والمجتهد: هو المستقل بأحكام الشرع نصًا واستنباطًا، والنص: هو الكتاب والسنة، والاستنباط: هو الأقيسة، وينبغي أن يكون المفتي: بالغًا، عاقلًا، ورعًا، عالمًا باللغة والنحو (?)، والأحاديث المتعلقة بالأحكام، والناسخ والمنسوخ والصحيح والسقيم، وأن يكون فقيه النفس، عالمًا بالتواريخ، وسير الصحابة، ومذاهب الأئمة، وأصول الفقه، وأحكام الشرع.

روى هذا الحديث "عبد الله بن عباس" - رضي الله عنهما -.

* * *

138 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا بنيَّ إنْ قدرْتَ أن تُصبحَ وتمسيَ ليسَ في قلْبكَ غِشٌّ لأِحدٍ فافعلْ"، ثم قال: "يا بني وذلكَ مِنْ سنَّتي، ومَنْ أحبَّ سُنَّتي فقد أحبني، ومَنْ أحبني كانَ معي في الجنَّة"

قوله: "يا بنيَّ" - بضم الباء وفتح النون - تصغير ابن، ويجوز فتح الياء المشددة وكسرها.

"أن تصبح"؛ أي: تدخل في وقت الصَّباح، "وتمسي"؛ أي: تدخل في وقت المساء، والمراد ها هنا: جميع الوقت؛ أي: يمضي عليك الليل إلى الصبح، ويمضي عليك النهار إلى المساء، و"ليس في قَلبِكَ" حقدة وعداوة ومكر "لأحد فافعل"؛ فإن الخلق من الأخلاق المذمومة ليس من سنتي، ومن فعل الأفعال المرضِيَّة، وترك الأخلاق المذمومة، فقد أحيا سنتي؛ أي: فعل فعلي، واقتدى؛ أي: بي.

"ومَنْ أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة"، (الغِشُّ):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015