لكل قوم من المبتدعين ملة موضوعة توافق هواهم.
قوله: "كما يتجارى الكَلَبُ": أي: كما يجري الكلب "بصاحبه"؛ أي: بمن به الكَلَب.
و (الكَلَبُ)؛ بفتح اللام: قرحة تكون في الإنسان من عَضِّ الكَلْبِ المجنون، وإذا عضَّ الكلب المجنون إنسانًا، يحصل به شبه الجنون، ويتفرق أثره إلى جميع أجزائه، من كَلِبَ - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر - كلابًا: إذا صار الكلب مجنونًا.
قوله: "لا يبقى منه عِرْقٌ ولا مَفْصِلٌ إلا دَخَله"؛ يعني: كما يدخل الكلب في جميع أعضاء الرجل، فكذلك البدعة تدخل وتؤثر في جميع أعضاء المبتدع، بحيث لا يقدر أحد أن يزيلها عنه.
* * *
136 - وقال: "لا تجتمعُ هذه الأُمةُ - أو قال أُمة محمدٍ - على ضَلالةٍ، ويدُ الله على الجَماعةِ، ومَنْ شَذَّ شذَّ في النَّارِ".
قوله: "لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة" هذا دليل على أن إجماع الأمة حق.
و (الإجماع): هو إجماع المسلمين، ولا اعتبار لإجماع العَوامَّ؛ لأن قول العوام لا يكون عن علم، وما لا يكون عن علم لا عبرة به، وإذا لم يكن إجماع العوام معتبرًا يبقى إجماع العلماء.
فالمراد بقوله: (لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة): هم العلماء، فإذا لم يكن اجتماع هذه الأمة ضلالة، يكون حقًا لا محالة.
قوله: "ويد الله على الجماعة"، (اليد) هنا: الحفظ والنصرة؛ أي: حفظ الله