وأما المشبهة: فهم الذين يشبهون الله تعالى بالمخلوقين في الجسم والحلول بالمكان وهم خمس فرق: الكرامية والمقاتلية والاسمية والهشامية والكلابية.

فهذه أسماء الفرق الاثنين وسبعين وكل واحد من هذه الأسماء منسوب إلى شخص واضع لذلك المذهب، أو إلى قوله، ولكل فرقة منها مذهب منفرد تركن ذكره؛ لأن جميعها مذكور في "كتاب الملل والنحل" تأليف الشهرستاني رحمة الله عليه.

واعلم أن المشهورين من أهل البدعة هؤلاء، لكن لا حصر للأقوال الفاسدة وقائليها، وطريق معرفتك الحق من الباطل أن تقابل ما سمعت من الأقوال بأقوال علماء السنة، فمن كان موافقًا لأقوالهم فهو حق، وما لم يكن موافقًا لأقوالهم فهو باطل.

* * *

135 - وفي روايةٍ أخرى: "واحدةٌ في الجنَّة، وهي الجماعة، وإنه سيَخرجُ في أُمَّتي قومٌ تَتَجارى بهم تلك الأَهواءُ كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصاحبِهِ، لا يبقى منهم عِرْقٌ ولا مَفْصِلٌ إلا دخَله".

قوله: "وفي رواية معاوية"؛ يعني: روى هذا الحديث معاوية بن أبي سفيان كما رواه عبد الله، إلا أن معاوية يقول: "كلهم في النار وواحدة في الجنة" وباقي حديثه كحديث عبد الله، وزاد معاوية: "وإنه سيخرج في أُمتي قوم تتجارى بهم"؛ أي: تدخل فيهم وتجري فيهم "تلك الأهواء"؛ أي: تلك البدع.

(الأهواء): جمع الهوى، وهي ما تشتهيه النفس، والمراد منه ها هنا: البدعة، سميت البدعة بـ (الهوى)؛ لأنه موضوع بهوى نفس الرجل ومراده، وليس موضوعًا من جهة الشرع، وإنما قال: (تلك الأهواء) بلفظ الجمع؛ لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015