قوله: "فطوبى للغرباء الذين يُصلحونَ ما أفسدَ الناس من بعدي من سُنَّتي": أراد بـ (الغرباء) هنا: المسلمين، سماهم غرباء؛ لأنهم قليلون في آخر الزمان، والكفار كثير؛ يعني: فطوبى للمسلمين الذين يعملون بسنتي، ويظهرون الدِّين بقدر طاقتهم.
قوله: "ما أفسد الناس"؛ أي: ما أفسد الكفار من الدين.
واعلم أن النُّسخ مختلفة في اسم راوي هذا الحديث، ففي بعض النسخ: "زيد بن مِلْحَة"، وفي بعضها: "كثير بن عبد الله" وكلاهما ليس بصحابي، بل زيد ابن مِلْحَة جاهلي لم يدرك النبي عليه السلام، وكثير بن عبد الله جده صحابي، واسمه: عَمرو بن عَوف، بن زيد، بن مِلْحَة المزني، وعمرو هو الذي يروي هذا الحديث عن رسول الله عليه السلام.
والصواب أن يقال: رواه كثير بن عبد الله بن عَمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده.
* * *
134 - وقال: "لَيَأْتِيَنَّ على أُمَّتي كما أَتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النَّعْل بالنَّعْلِ حتَّى إنْ كان منهمْ مَنْ أتَى أُمَّهُ علانيةً لكانَ في أُمَّتي منْ يصنَعُ ذلك، وإنَّ بني إسرائيلَ تفرَّقتْ على ثِنتيْنِ وسَبعينَ مِلَّةً، وتفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسَبعينَ مِلَّةً، كلُّهمْ في النَّارِ إلاَّ مِلَّةً واحدةً"، قالوا: مَنْ هيَ يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليهِ وأصحابي"، رواه عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -.
قوله: "لَيَأْتِيَنَّ على أُمَّتي كما أتى على بني إسرائيل"؛ يعني: ليأِتيَنَّ أفعال وأقوال قبيحة على أمتي مثل ما أتى على بني إسرائيل.