تكن في زمن النبي وما أشبه ذلك، وبدعة السوء: ما أنكره أئمة المسلمين كالبناء على القبور وتجصيصها؛ فإن النبي عليه السلام نهى عن ذلك.
(الآثام): جمع إثم، و (الأوزار): جمع وزر، وهما بمعنى الذنب.
كنية "بلال" أبو عبد الرحمن، واسم جده: عصام بن سعيد بن قرة المزني.
* * *
133 - وقال: "إنَّ الدِّينَ ليَأْرِزُ إلى الحِجازِ كما تأْرِزُ الحيّةُ إلى جُحْرِها، ولَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ منَ الحجازِ مَعْقِلَ الأُرْوِّيةِ من رأْسِ الجبَلِ، إنَّ الدينَ بدأَ غَريبًا ويرجعُ غَريبًا، فطُوبى للغُرباءِ الذينَ يُصلحونَ ما أفسدَ الناسُ منْ بعدي منْ سُنَّتي"، رواه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عَوْف بن زيد بن مِلْحَةَ عن أبيه، عن جدِّه.
قوله: "إن الدين ليأرز إلى الحجاز"، (يَأْرِزُ)؛ أي: يلتجئ ويجتمع.
(الحجاز): اسم مكة والمدينة وحواليهما من البلاد، سميت هذه البلاد حجازًا لأنها حجزت؛ أي: منعت وفَصَلَتْ بين بلاد نَجْدٍ وبلاد الغَور، والغَوْرُ: المنخفض من الأرض.
(عقل) - بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر - عقولًا: إذا التجأ إلى أحد أو إلى مكان محفوظ من إيذاء الأعداء.
"الأُرْوِيَّة": الأنثى من المعز الجبلي؛ يعني: إذا ضعف الدين وغلب الكفار على المسلمين يفر الدين من البلاد إلى الحجاز، كما أنه ظهر من الحجاز؛ يعني: يفرُّ أهل الإسلام في آخر الزمان من الكفَّار والدَّجال إلى الحجاز؛ لأنه لا يصل الدَّجال وغلبة الكفار إلى الحجاز، وقد مضى بحث: "بدأ الإسلام غريبًا"، ومثله: "إن الدين بدأ غريبًا".